كانت ترمقني كأول لقاء، تتساءل في سرها عن هذا المصير المظلم الذي ينتظرها أفن أخذ الله الروح وصعدت إلى السماء .. وكنت بالمقابل أبتسم في وجهها أحاول طمانتها بلغة ماكرة وبلسان فيه الكثير من السخرية .. لن أموت سأبقى اطارد خيالك إلى آخر العمر .. لن أرحل الآن .. في حياتنا قفشات وابتسامات ، داخل دروب ومسالك دنيانا هزائم وكبوات .. لكن داخل سراديب بيوتنا نساء عظيمات أبيات حسان نديات تستحق كما دل الشكر والثناء ، تستحق أن نغير نظرتنا للاشخاص والاشياء واحكام القيمة والتاريخ .. من ظلمنا المرأة نحن المشارقة طن اجحفنا في حقها كم أسئنا التعامل معها وكم هضمنا لها من حقوق وكم انكرنا نحن الجاحدون العربان خدماتها وما تقوم بها رفيقات الدرب وقبلهن أمهاتنا الغاليات العزيزات … كانت رغم تعبها تقوم بكل شيء تقيس الضغط تراقب السكر تعاين موعد الأكل تغسل تلبي طلبات الأولاد … ولأني مشرقي حتى النخاع وجاحد لحد الإنكار، كان ابليسي الصغير الذي يعشق بجنون كسر الوتد ، يوسوس في مخي الصغير وينفث في خبث : لا تتق، لا تنحني ، لا تستسلم ، انهض واصمد وعش ما استطعت، لا ترحل الآن … يتبع ….