بين الزراعة والسياسة، خصائصُ متشابهةٌ بين ما يُزرع وما ينمو ويُحصد. فغرسُ الأحقاد ونزعات الانتقام مثل غرسِ الأشواك وما تجرُّ معها من طفيليات ضارة. وأما الغرس الطيب، فهو ما ينعش الأرض وينفع العباد ويباركه الربّ تعالى. إطلاقُ سراح المعطي منجب اليوم غرسةٌ طيبةٌ أولى في فترة يمكن أن تغدو ربيعا سياسيا لمغرب المصالحة والتعددية، تزيل حيف المواقف المتشنجة وظلم التهم الجاهزة، ولو مؤقتا، عن مواطن ومثقف. هي خطوةٌ لا بد من تقديرها في الخارج والداخل، واعتبارها بادرة إيجابية لتصحيح مسار حقوق الإنسان في بلد ينبغي ألاّ يسوء سجلُّه وتتراجع مكانتُه في المؤشرات الدولية للحريات العامة والديمقراطية. وكما يفعل المزارعون بتلقيح الغرسات، أمل أن يتحول قرار الإفراج عن منجب إلى نبتة أكبر لنشر الحرية لعمر الراضي، وسليمان الريسوني، وتوفيق بوعشرين، وناصر الزفزافي، وبقية الصحفيين وشباب حراك الرّيف. على أمل أن يصبح المغرب بلدا بلا معتقلي رأي!