ادريس زياد لعالم اليوم الدولية كم نحن في حاجة لنشر وتعميق معاني وقيم المحبة والألفة فيما بيننا، بداية من داخل بيت الوالدين وبرهما ثم الزوجة والأولاد والإخوة والأخوات، هؤلاء هم سندك وهم بعد الله عونك وملاذك ودرعك الحامي، ثم الجيران وزملاء العمل، ومن كان له أصدقاء فذلك الذخر الكبير والسند الأصيل، ولكن يبقى للأرحام الدور الذي لا يستطيعه غيرهم… نشر الحب والمودة فيما بيننا ليس صعباً ولا مستحيلاً، فممكن لزيارة دون سبب لأحد هؤلاء الأقارب أو الأصدقاء أن تغير العلاقات رأساً على عقب وممكن لاتصال بدون سبب فقط للإطمئنان والسؤال أن يزيد هذه المودة والألفة، فكيف إذا رافق ذلك الهدايا البسيطة والكلام الطيب، الله سبحانه وتعالى يقول للرسول الكريم: "فبما رحمة من الله لِنتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك" هذا الخطاب لسيد البشر فما بالنا نحن… ولنتذكر أن الإنسان مخلوق ضعيف وهو بلا شك بحاجة لغيره في مرحلة من المراحل، فلا يغتر الإنسان بنفسه، فالكل بحاجة للكل في مرحلة من المراحل، وكما قيل: "المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه" ولعل هذه الأفعال البسيطة من زيارة أو هدية أو مكالمة أو كلمة أن تزيد الود والألفة بين الناس فالإنسان مجبول على حب الإحسان، فكم من مواقف بسيطة غيرت مجرى العلاقات وزادت الألفة والمحبة بين الناس… ولنعلم أيضاً أن هذه الدنيا فانية وقصيرة ولا شيء فيها يستحق القطيعة أو الكره، فأغلب مشاكلنا أو تقصيرنا مع من حولنا من الأهل والأصدقاء سببه أمر بسيط أو سوء فهم غير مقصود، فإن لم نبادر للود والمحبة مع من حولنا وتعزيز العلاقات فيما بيننا تكون الضغينة والفتنة والكره… أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" فهذا الحديث يعطينا تشبيهاً بليغاً وعظيماً لكيف يجب أن تكون علاقات المؤمنين فيما بينهم كالجسد الواحد، فعندما تتألم اليد أو الرجل تدمع العين وعندما تدمع العين تمسح اليد هذه الدمعة وهكذا الشأن مع باقي الأعضاء، فكل الجسد يتألم ويتأثر لمرض أي عضو، فهكذا يجب أن يكون أفراد المجتمع المسلم والأهل والأصدقاء فيما بينهم متحابين متآلفين متعاونين.