م.بوزغران/عالم اليوم الدولية عودة الحديث إلى الواجهة عن وجود توتّر غير معلن في العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين المغرب وإسبانيا، بدلالة التأجيل المتكرّر للقاء المشترك بين البلدين الجارين الذي يربطهما اكثر ما يفرقهما، توتر من غير أسباب "وجيهة"، تاجيل الزيارة لأسباب "غريبة" وفق تعبير دبلوماسيين مما يزيد من التوتر الصامت للعلاقة بين البلدين بشكل قد لايساعد نهائياً على تطور العلاقات بينهما لأجل مباشرة ملفات الخلاف ومن بينها ملف الهجرة و ملف سبتة و مليلية المدينتان المغربيتان المحتلتان وملفات الشراكات و الاستثمار و غيرها ،رغم التعاون الأمني والاستخباراتي الوثيق بين الرباطومدريد لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، ورغم كون إسبانيا تعد شريكا تجاريا متقدما للمغرب منذ عام 2012، فإنّ هذا لم يمنع أبداً من وجود ما بات يصطلح عليه ب"الجوار الحذر" بين البلدين، بالنظر إلى ملفات ساخنة غالباً ما توتّر العلاقات الثنائية، ومنها ملف الصحراء الذي اتخد مسارا جديدا عكر مزاج اسبانيا و خصوم المغرب بعد التقدم غير المسبوق للملف بعد اعتراف واشنطن بالاقاليم الصحراوية المغربية، ربطا بمقاربة الحزب الاشتراكي الإسباني للنزاع، وأيضاً ملف الهجرة السرية، وموضوع مدينتي سبتة ومليلية الذي عاد الى الواجهة بعد تصريح رئيس الحكومة المغربية بخصوص وضع المدينتين المحتلتين ، ثمّ الاتفاقيات الفلاحية. هناك توجّس وترقّب للمغرب من الموقف الذي تسعى له مدريد في خفاء إزاء قضية الصحراء وسجل العديد من المتابعين أنّ العديد من المؤشرات التي تذهب في اتجاه احتمال تراجع التعاون المغربي الإسباني في العديد من الملفات،دون ان تظهر الى العلن أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا رغم وجود أحزاب يسارية متطرفة وانفصالية في تحالف واحد مع الحزب الحاكم، مثل حزب "بوديموس" وأحزاب انفصالية في إقليمي الباسك وكتالونيا يعتبرها المغرب خصوماً لوحدته الترابية بالنظر لمواقفها المعادية للوحدة الترابية بشكل لا يخدم مصالح المغرب رغم الموقف التابت للحزب الاشتراكي الاسباني في دعم مبادرة الحكم الذاتي رغم ضغط الاحزاب الانفصالية . وان كان قد شدّد الاشتراكيون على ضرورة عدم تضمين مياه الصحراء في اتفاقية الصيد ، وهو الأمر الذي ترفضه الرباط بشدة وتعتبره انتهاكاً صريحاً لوحدتها الترابية. كما ان الارتفاع غير مسبوق في أعداد المهاجرين السريين الذين يصلون للشواطئ الإسبانية انطلاقاً من جنوب المملكة، دفع البعض إلى القول إنّ المغرب يعمل على استعمال ورقة الهجرة لبعث رسائل واضحة للحكومة الإسبانية الجديدة، مفادها أنه عليها أخذ مصالح المغرب في عين الاعتبار واتباع سياسة ودية تجاهه تعلق الامر بملف الصحراء او ملف سبتة و مليلية الذي يوجع اعادة نقاشه اسبانيا بشكل غير متوقع زاد من حدته طلب وزيرة الخارجية للرئيس الأمريكي الجديد مراجعة اعترافه بالصحراء وهي النقطة التي افاضت الكأس بشأن توتر العلاقات بين الرباط و مدريد بشكل حدر و بالتالي لم تعد تحترم الجارة اسبانيا موقفها الحيادي من نلف الصحراء . بشكل يعقد تنقية الأجواء بين البلدين، زاد من حدته تشبت مدريد بسيادتها على المدينتين المحتلتين سبتة و مليلية رغم ان مدريد التقطت الرسائل المشفرة التي أرسلها إليها المغرب بشكل سريع، وان كان التعاون مع المغرب وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تثير حفيظة الرباط يعتبر منطقا تفرضه المعطيات على الساحة الدولية ،تعلّق الأمر بمسألة الهجرة السرية أو بملف الصحراء أو قضية سبتة ومليلية، على اعتبار ان إسبانيا في حاجة ماسة للتعاون المغربي من أجل إنجاح كل الجهود التي تقوم بها لمحاربة ظاهرة الهجرة