ادريس زياد لعالم اليوم الدولية أن تمشي حافياً إلى الحق أفضل من أن تمشي على بساط من الحرير إلى الباطل، العمل الإجرامي والإرهاب الأعمى لا دين له وقتل النفس بغير حق، حرمته كل الأديان السماوية، ومهما كانت المبررات، لا يقبل وهو محرم شرعاً، الإسلام منه براء، فالإسلام دين التسامح والتعايش والرحمة ولايحث على الإنتقام والحقد والكراهية، والتعصب الأعمى والتطرف، والعملية الإجرامية مدانة، وفاعلها مرتكب كبيرة من الكبائر كيفما كانت جنسيته وهويته وعقيدته، "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"، وقد حرم الله قتل النفس بغير حق منذ أول جريمة قتل على وجه الأرض، بعد أن قتل "قابيل" أخاه "هابيل" بسبب الحسد والغيرة… ألا شاهت وجوه أعداء الدين والإنسانية، شتان بين الثرى والثريا، نحن أصبحنا لا قيمة لنا في العالم بسبب تحريض زعماء الغرب وأوربا ليل نهار على الإسلام والمسلمين بحجة الإرهاب، مقتل الفرنسي آثار سخط زعماء العالم، في حين قتل المجموعة الإرهابية لخمسين من مسلماً طاهراً وهم راكعون في مسجدي نيوزيلندا لم تجرؤ صحيفة أوروبية بوصف القاتل بالإرهابي… أزلام الغرب وفي انتظار التأكد بأن المجرم ليس يهودياً تطلع تدويناتهم بالشجب والإستنكار، أما إذا كان القاتل من أصول غربية أو أوروبية فالصمت في السلامة والسلامة في الصمت… لاحظ العالم بأكمله العام الفائت أن إحدى أدوات القاتل الإرهابي في نيوزيلندا وبالضبط على مخزن الرشاش الذي ارتكب به جريمته، كُتب عليه عدة تواريخ ترمز للصراع الذي خاضه الصليبيون في حروب الإسترداد في الأندلس ضد المسلمين، وخصوصاً الحروب التي قادها أكبر ملوك أوربا سانشو الثاني غارسيا أباركا ملك نافارا ضد الأمويين، وامبراطور ألمانيا وملك فرنسا، وريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا، هذه التواريخ لا يمكن أن يستحضرها إلا الصهاينة اليهود… الكفر والإنحراف من معين واحد، والمحرض على القتل مشارك مع القاتل المباشر والفتنة أشد من القتل، قتل خمسين مسلماً أثناء أداء شعائرهم الدينية وهم خاشعون لربهم، هذا تربى على تعليمات مسيحية محرّفة تؤمن بأكثر من إله برئت منها تعليمات عيسى عليه السلام، وذاك تربى على تعليمات توراتية وتلمودية مزورة برئت منها تعليمات موسى عليه السلام، وتحيط بهم تحريضات من جميع الجوانب، الديانات السماوية مقدسة، وجاء الإسلام ليكون الرسالة الخاتمة للناس، وليدعو ملة الكفر بالحكمة والموعظة الحسنة… أصبح واجباً على العقلاء من المسيحيين أن يواجهوا هؤلاء المارقين قبل أن تتسلل أفاعي الفتنة إلى البيوت الآمنة، فالصليبيون الجدد والمسيحيون الصهاينة يسيطرون اليوم على القرار، وهم يستهدفون المسلم والمسيحي، ولا وقت للتحريض، كما لدول العالم العربي والإسلامي علماؤه وكتابه وإعلامه، أن يكون لهم الدور الإيجابي في التعاطي مع تلك الحوداث الإرهابية بما يخدم الإسلام والمسلمين وقضاياهم، وحث الغرب على التسامح… لكن الملاحظ الذي لا تخطؤه العين، هو أننا نعيش حالة عنف وعنف مضاد، حالة من التهييج الإعلامي ضد الإسلام من قبل الغرب، يقال أن الحدث كله تمثيلية بدأت خيوطها تنكشف، القاتل الحقيقي لا يزال على قيد الحياة وتم قتل مسلم بدله لوضع المسلمين من جديد في حالة الدفاع عن أنفسهم و تأكيد ادعاءات ماكرون لنجاح تسييس هذه الجريمة.