قرر مغترب أن يحضر والدته إلى أوروبا لتقيم معه بصفة مؤقتة، الرجل متزوج وأب لبنت، وفي يوم من الأيام عادت البنت من المدرسة وهي تبكي بعد أن تعرضت لمضايقات من طرف تلميذات في نفس المدرسة، اضطر الأب للذهاب لمعالجة الأمر مع إدارة المؤسسة، إلا أن المشكل تكرر وازداد تعقيداً جعل البنت ترفض بعد ذلك الذهاب إلى المدرسة… في صباح اليوم الموالي خرج الأب والأم باكراً إلى العمل قبل ذهاب ابنتهما إلى المدرسة، طلبت الجدة واسمها *مّي خدوج* من حفيدتها أن ترافقها إلى المدرسة لتحل المشكلة، أمام المؤسسة سألت الجدة حفيدتها عن البنات المشاغبات فأشارت إليهن، وعلى الفور وبدون مقدمات نزعت مّي خدوج حداءها وانهالت على البنات الثلاث بالضرب المبرح حتى طرحت اثنتين منهن على الأرض وأكملت مسيرة الحوار الناعم معهن… وبعد تدخل معلمتان لفض الإشتباك انهالت مّي خدوج عليهن ضرباً مما أدى إلى إصابة إحداهن بجروح متفاوتة الخطورة وأخرى بخدوش على مستوى العنق، وفي ذات اليوم عاد الرجل وزوجته إلى البيت بعد قضاء يوم شاق في العمل فوجدا ثلاثة من رجال الأمن في انتظارهما ومديرة المدرسة كلهم محتشدون أمام باب المنزل… رفعت الشرطة تقريراً إلى القضاء وتم الحكم على ابن مّي خدوج بأداء غرامة مالية قدرها خمسة عشر ألف يورو للبنات وتعويضاً عن الأضرار التي لحقت بالمعلمتين قدره عشرة آلاف يورو كتسوية مقابل التنازل عن الدعوى ضد مّي خدوج قدس الله سرها، خاصة وأن عمرها تجاوز السبعين سنة والقضاء هناك يأخذ بعين الإعتبار عامل السن، تم ترحيل مّي خدوج إلى المغرب سالمة غانمة، وبقي ابنها المسكين يؤدي الغرامات الثقيلة، نسأل الله أن يرزقه الصبر والعوض، وأن يطيل الله في عمر والدته مّي خدوج وأن يشمله برها ورضاها.