تعتبر نوال السعداوي من اهم المدافعين على قضايا المرأة المصرية والعربية ، عزفت بقلمها على الثالوث المقدس (الدين ، الجنس، السياسة) محلقة بذلك في افق ارحب من المساواة ذاتها . و من بين اهم كتبها نجد ” الوجه العاري للمرأة العربية” والذي ابرزت من خلاله ؛ على أن الثقافة العربية ليست هي الثقافة الوحيدة التي قامت باضطهاد وتسليع المرأة بل حتى الثقافات الغربية قامت و المسيحية قامت بذلك واكثر . ان قهر المرأة حسب السعداوي لا يرجع الى الشرق او الغرب او الاسلام او الاديان بل يرجع اساسا الى النظم الطبقية الابوية في المجتمع الابوي ككل. ان اغلب الاديان تتضمن مضامين متشابهة من حيث تبعية المرأة للرجل وتمتع الالاه بصفات ذكورية اضافة الى ترسيخ القيم الطبقية والسلطة الذكورية داخل الاسرة . وقد اكدت نوال السعداوي على أن المرأة ليست ناقصة عقل عن الرجل كما يعتقد الكثيرون بل إن التاريخ يدلنا على أن المرأة كانت سباقة للتفكير والمعرفة ولم يكن الرجل الا تابعا ومطيعا لما تقوله ، وكانت الالهة الاولى للمعرفة امرأة وهي “ازيس” ومن قبلها “حواء” . لقد كانت الاديان عبارة عن مراحل تقدمية بالنسبة لتطور المجتمع البشري في كثير من النواحي إلا أن القيود زادت على المرأة … فالمرأة التي صورها الادب العربي والحديت ليست هي نفس المرأة الواقعية . وتحرر المرأة لن يتم الا من طرف المرأة نفسها بعد أن تصبح قادرة على الفعل و اتخاد القرارات الكبرى وهذا لن يتحقق إلا من خلال قوة نسائية منظمة واعية بحقوقها و اهدافها . لقد كان للثورات الاشتراكية وحروب التحرير الفضل الكثير في تسريع عملية تحرر المرأة في كل من الشرق و الغرب كمثال (حركة التحرير الفلسطينية و حرب التحرير الجزائرية) ، مما يربط بين تحرير الشعب ككل وقضية تحرير نسائه فتحرير المرأة من تحرير الشعب.