الاحداث تترى تباعاً وبوتيره أشبه بسباق التاريخ مع الزمن .. تنهار القواعد ، تتباعد المسافات بين الأمس والحاضر ليس بفعل تقنية العصر الحديث .. بل بهوس الرغبه المجنونه فى إعتلاء العرش الملكى .. وحسن الأداء فى تلبية أوامر البيت الواشنطنى .. وكذلك التفوق فى إهدار المال العام لأهل الجزيره العربيه لتغطية نفقات الحروب ( المفتعله ) فى المنطقه بالإنابه .. وإرباك الداخل المجتمعى بشكل لم يسبق له مثيل منذ قرون ، بل إرباك أحد أهم ركائز الحكم الملكى بإعتقال أمراء الاسره كخطوه استباقيه لضمانه إعتلاء كرس الحكم بوعد من البيت الابيض .. قد يتلاشى بفضل المتغيرات التى أطلت على المشهد العالمى السياسى وأثرت سلباً ليس على الاقتصاد العالمى فحسب .. بل والمحلى ( للمملكه السعوديه ) . الولاياتالمتحده الأميركيه منذ نشأتها لاتبنى تحالفاتها مع نظم المنطقه العربيه والخلجيه منها على وجهٍ خاص على مبدأ المنفعه الحديه .. بل مبدأ المنفعه اللاحديه ، على كل المستويات التى تقرها علوم السياسه .. أو حتى التى لا تستقيم مع الأعراف الدبلوماسيه التى جرت فى احلك فترات التاريخ سوداويه ..نعم ! واشنطن تمتلك مقومات الضغط ولاتعرف اللين مع الضعفاء .. تأمر لتُطاع أو تُهندس لإنقلاب داخل القصر .. وتلك أحد أهم إختراعات الولاياتالمتحده الأميركيه التى تقصر بها المسافات للوصول إلى الهدف المرجوا .! منذ رحيل الملك السابق عبد الله الذى ترك موته فراغاً دستورياً بحسب دستور المملكه .. وإعتلاء الملك سلمان سده حكم الجزيره .. والأسره تواجه معضله دستوريه .. مُختصرها ، من يستحق ان يكون ولياً للعهد ؟! ..هذه المعضله هى التى فتحت باب الخضوع لواشنطن على مصرعيه بشكل فاق الحسابات والتأويلات إذا ما تعلق الأمر بمستقبل الجزيره العربيه . لقد أضحى المقام فى المملكه أشبه بأحد دورات بعض المخلوقات الشديدة الوهن التى تحمل فناءها كدوره نهائيه فى سلسلة دورتها الحياتيه ! .. فكان أول الركائز التى تنبنى عليها حكم المملكه منذ نشأتها تفتيتاً .. وجرياً على ( من مأمنه يؤتى الحذر ) تم إعتقال أهم أُمراء الأسره تحت زرائع مختلفه ملفقه وغير ملفقه .. يكاد لا يسلم منها أميرٍ ما من أُمراء الأسره الحاكمه ، باستثناء محمد بن سلمان ذاته .. لكنها قوة التحكم فى القرار المستوحاه من واشنطن وإن شئت الرئيس ترامب ! وأضحى العداء هو ، الشارخ ، للترابط الاسرى الذى أصبح من خبر الماضى !. ومن الدعائم التى كانت تنبنى عليها حكم آل سعود فى الجزيره العربيه .. التدين الإجتماعى الذى يُعد أهم السمات التى أحاطت المجتمع بسياج حديدى تربوى أمنه من الإختراق الفكرى .. الذى قد ساهم فى بنائه سله قيمه من العلماء .. الذين تم إعتقال البعض منهم كخطوه سبقت تغيير نمط الحياه لمجتمع الجزيره العربيه .. وإرغام قتاعات البعض الاخر من علماء الدين للمساهمه فى تغيير قناعات المجتمع التى تستند فى جزء كبير منها على العقيده .. وجزء آخر من الأعراف الإجتماعيه لأهلنا فى الجزيره .. والتنصل من المذهب الوهابى بكسره كحائل بين إقامة الحفلات الغنائيه الماجنه وتعاطى مجتمع الجزيره مع ما يود ولى العهد بن سلمان يغشاه به .. فينزع عنهم التقى رويداً رويداً .. حتى إذا مسهم طائفٌ من الشيطان لا يتذكرون فلا يستغفرون !. ومن أهم دعائم الاسره الحاكمه فى حكم الجزيره ، العائد النفطى ، الذى يشكل العمود الفقرى للدخل القومى للخزانه العامه .. وبزخ أُمراء الأسره السعوديه .. هذا الدخل الذى يتآكل ساعه بعد ساعه .. تاره بدخول نظام الرياض فى حروب بالوكاله فى سوريا واليمن ، وتاره بدعم النظم التى تقف الحؤول فى وجه شعوبها لوءد مساعيها للتحرر من قبضة الدكتاتوريات .. وذلك بدعم تلك الدكتاتوريات من المال العام للدوله .. ولم يقتصر تبديد المال العام فقط فى هذه المسارات .. بل تلبى مطالب واشنطن بتخفيض سعر البترول لتنزل به من 85 دولار للبرميل إلى 30 ثم 25 دولار للبرميل .. ليس هذا فحسب ، بل ترفع من إنناجها اليومى ، وهى بذالك تمارس الإنبطاح بكفاءه غير معهوده وتتقانى فيه .. لتمكن لأميركا رغبتها الإستراتيجيه لمزيد من الهيمنه ورفع رصيد الرئيس ترامب ليفوز فى الانتخابات القادمه .! وبدخولها فى تلك الحروب ودعمها للدكتاتوريات على حساب الشعوب .. ومساهمتها فى ذبح أهلنا السنه فى العراق بتوفير الغطاء الجوى السعودى للحشد الشيعى بقيادة الراحل قاسم سليمانى ليتمكن من قتل سنة العراق .. ودعمها لمىا يسمى جيش الاسلام فى سوريا الذى كانت مهمته الحفاظ على القصر الاموى من السقوط بأيد المعارضه الثوريه المسلحه التى لولاها لسقط الاسد منذ سنوات مضت .. فأسقطت عنها الإعتبار كحاميه لأهل السنه .! كل ماأسلفناه يجرح الخزنه العامه .. ويقلص الوارد إليها بحكم تلك الأزمات ..كما سيؤثر عليها لاحقاً أيضاً تحويلات العماله الاجنبيه فى الجزيره التى تصل إلى ثمانين مليار دولار سنوياً. مما يجعلها تضيق الخناق على العماله لديها .. ومن ثَمّ أهلنا فى الجزيره العربيه عاجلاً أم آجلاً !. يمكن إعادة القول أن نظام الرياض بقيادة ولى العهد محمد بن سلمان يحمل تابوته السياسى تحت عبائته وعقاله .. والأتى ليس فى صالحه .. خاصةً بعد تقويض دعائم حكمه بقصر نظره السياسى .. زد على ذلك الأزمات الأقليميه وأزمته مع دول مجلس التعاون الخليجى .. والأنكى النغيير الإقنصادى القادم .. الذى سيُعطى أولويه للإستسثمار فى التقنيات وتكنولوجيا الالكترونيات الفائقه بنسب قد تتجاوز الستون بالمائه من الإستثمار الكلى للعالم .. وهى لسوء حظ ولى العهد بن سلمان لا تستهلك الطاقه !.. وهذا سيجرح المزيد من الدخل القومى كأحد دعائم الحكم فى المملكه .. وسيخرجها من قائمة الشعوب المُرفهه !.