أكن أعتقد بالمرة أن يجتم الفساد و الإستبداد على القلب النابض لمغربنا الحبيب في المحافل الدولية ، ليصنع من وجه المغرب الوجه الشاحب الممزوج بالهزيمة و لون البزنس الذي حول واقع دبلوماسيتنا و تمثيلياتنا بالخارج إلى شبه خلايا تربك التوجه العام للمملكة ليكون الحصاد أكثر إيلاما بمعادلة سخيفة محورها الأساسي الإغتناء اللامشروع و صناعة الأوهام و الأحلام ، و تبقى ملفاتنا الأكثر حساسية رهينة الإنتظار و الرفوف لزمن قد يأتي و قد لايأتي ، أمام التعنت الدبلوماسي و المتخلف الذي يجتر الخيبات و يعتمد التقارير الجاهزة التي يحررها الحمقى و المرضى النفسيين حفاظا على بنيات فاسدة ، تخدم مافيا الإغتناء اللامشروع على حساب قضايا مصيرية كانت تكلفتها كبيرة و نجاحاتها باهتة … لايقتنع بنتائجها عاقل ، فما بالك لمن يخطط للتموقع الإستراتيجي الذي يخدم الاجندات الكبرى ؟؟ ، أجندات المصالح ، و لا أرى نجاعة في أن تستمر دبلوماسيتنا الفاسدة أصلا في إنتاج الإخفاقات دون هيكلة وفق الكفاءة و الجهوزية ، و تغيير مساراتها التقليدية العابثة و البيروقراطية المتوحشة ، فكل المؤسسات التي تعنى بقضايا المغرب الخارجية شبه مشلولة ، بل و حتى توجهها الأمني الصرف يجعل منها أداة جامدة غير قابلة للتطوير، أمام التحديات الكبرى في صناعة الشأن الدبلوماسي ، وإنتاج قنوات التطوير العلاقاتي المنبثق من فلسفة تعتمد التوجه العام الحداثي، الذي يحترم صورتنا و دينامية النجاح من غير تكلفة زائدة تفسح المجال لنزيف جديد يزيد من تازم وضعنا الدبلوماسي الفاشل أصلا بسب شيخوخة ديناميته . إن عدم تقدم ملفنا الخاص بالقضية الوطنية و إحتكاره البليد من طرف جهات لا يهمها سوى حساباتها البنكية ، ومصالحها الشخصية و تصفية حساباتها بشكل سافر، يزيد من تخلف الرؤيا السائدة لبلورة رأي عام قادر على التأثير بشكل مهني ناجع دون الحاجة لشراء الذمم التي تضحك في صمت على أوضاعنا الاكثر تأزما ,,,,, إن تتبع الفساد الذي يقض مضجع كل تغيير من شأنه إعادة الإعتبار للشأن الدبلوماسي المغربي ، وإعادة هيكلته وفق خطة مدروسة لخدمة إستراتجية محددة ، يمكنها أن تزيل كل الصور النمطية لواقع دبلوماسيتنا ، و يطرح إستفهامات قيمة لإحياء الشأن الدبلوماسي و ضخ دماء جديدة من شأنها أن تحدث تورة ناعمة تقودنا إلى المسار الصحيح وفق معايير محددة و مدروسة .