حث الملك في خطاب سام وجهه جلالته إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب الحكومة والفاعلين لاتخاذ مجموعة من التدابير في أقرب الآجال من أجل وقف نزيف الكفاءات مشيرا جلالته إلى أن قضايا الشباب لا تقتصر فقط على التكوين والتشغيل وإنما تشمل أيضا الانفتاح الفكري والارتقاء الذهني والصحي.و أن وقف نزيف هجرة الكفاءات يتطلب ملاءمة أفضل بين التكوين والتشغيل وكذا التخفيف من البطالة داعيا جلالته إلى وقف هذا النزيف. فالملك يدق ناقوس الخطرفمسلسل نزيف الكفاءات والمهارات المغربية مازال مستمرا فالمغرب ثاني دولة عربية من حيث هجرة الكفاءات يوجد حاليا حوالي 50 ألف طالب يتابع دراسته بالخارج و أزيد من 200 ألف من أصحاب الكفاءات المتعددة التخصصات ركبت سفينة الهجرة إلى الدول الأخرى . إنها الصورة القاتمة لمغرب يطمح إلى غد أفضل بينما هذه المؤشرات تنم عن وضعية أقل ما يمكن القول عنها إنها كارثية بسبب هذه الهجرة التي تختلف بكونها تسهم في نقل المعارف العلمية والقدرات المهنية ومختلف الإبداعات في ميادين شتى إلى دول أخرى رغم محاولات مغربية عديدة للاستفادة من كفاءاتها المهاجرة إلا أن هاته المحاولات كان مصيرها الفشل ذلك لعدة أسباب منها بيروقراطية و إجتماعية و إقتصادية والتي كانت أحد أسباب هجرة بعض العقول إلى الغرب بالإضافة إلى عدم تهيئة بيئة مناسبة تشجع على النجاح في الداخل وعدم وجود ملاذ آمن يحمي هذه الكفاءات من استهداف حرية الإبداع.فعجزالمغرب على استيعاب أصحاب الكفاءات الذين يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل إضافة إلى ضعف الدخل المادي المخصص لهم وفقدان الارتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية والتطويرمما ينجدبون لتسهيلات الغرب وتطوره ما يحفزها على الاستقرار بالدول المستضيفة فضلا عن الاندماج بالمجتمعات الغربية وما يفرزه من حلقات تواصل كالزواج والاستقرار الاجتماعي في الوقت الذي تعاني فيه مجتمعاتهم الأصلية من سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية ونقص الإمكانيات كحال أغلب بلدان العالم النامي. فبحسب مختصين في الهجرة فخطرهجرة الأدمغة يبرز في جانبين أولهما التكلفة التي يتكبدها المجتمع في تكوين وتعليم المهاجر إلى حدود موعد هجرته وثانيا عدم استفادة بلدهم من مهارتهم الفكرية والمعرفية وهو ما ينعكس سلبا على شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حيث تتسبب هجرة الكفاءات في ضياع جهودها الإنتاجية والعلمية وتقديم فائدتها إلى الغرب في الوقت الذي تحتاج فيه التنمية المغربية إلى مثل هذه العقول التي هي عادة ما تكون أفضل العناصر القادرة على الإنتاج الفكري والعلمي.