الساعة تشير الى العاشرة ليلا بتوقيت اسطنبول المكان أكبر مول تجاري في المدينة الحدث سقوط من أعلى الدرج لامرأة مغربية كانت مرافقة لنا في رحلة سياحية ، والنتيجة كسر على مستوى المرفق، الزمن الليلة ماقبل الاخيرة للرجوع لأرض الوطن … التانية عشر ليلا ،فندق هيلتون على جنبات اسطنبول السيدة تشعر بتعب و الم شديدين ، بسيارة امشي مسرعا خلف سيارة الإسعاف لا أستطيع مسايرتها لان تركيا مجهزة بممر خاص لسيارات الإسعاف و الشرطة لتمضي بالسرعة المطلوبة ، اي مخالفة توقفك الكاميرات في رمشة عين ، استعملت كاشف المواقع عبر الهاتف في مدينة عظيمة تقل اكثر من 17 مليون نسمة كاكبر وجهة سياحية في العالم، بقطر يتراوح مائة كلم من شمالها لجنوبها، شعبها لا يفهم العربية و لا الفرنسية فقط اللغة االتركية او الانجليزية فحسب …دخول اول مستشفى نستقبل من طرف حراس الأمن بابتسامة و نستعمل لغة الإشارات لندرك انه ليس المستشفى المناسب ورقة و قلم يريك العنوان و اسم المستشفى بأربع كلمات فقط ، “و ليسول مايتلف”… الساعة الواحدة صباحا .. وصولي الى باب مستشفى المحدد ، الأتراك لهم الفحص مجاني، الأجانب يؤدون 150 درهم تحصل من خلالها على رقم تنتظر جالسا في صالة مكيفة للمستعجلات و كأنك في بنك لسحب الأموال، ليس هناك كثرة الكلام و الازدحام هناك الاشتغال فحسب …رقم 96 في اللوحة الإلكترونية سريعا تنادي ذات حسن و جمال الرقم بالتركية… ندخل عند الطبيب على يمينه و شماله ممرضين اثنين، أمامه حاسوب متصل مع جميع الاختصاصات و الخلايا و الاقسام في المستشفى الذي تبلغ مساحته حسب تقديري حيا كبيرا ، ينصت الطبيب لأمينة يشخص الحالة، بالإنجليزية “نقشبل”معه بإشارات تكمل ما تحس به السيدة ، يوجهنا في رمشة عين للطبيب المختص في العظام عبر الحاسوب فقط ترسل له الإشارة و المعلومات الكافية ، نذهب للجناح الاختصاص ، طبيب شاب “بوكوس” يستقبلنا بالابتسامة و ينادي ( أمينة…أمينة) بدون رقم هذه المرة و لا انتظار … يفحص السيدة يعمل صورة بالراديو يدرك ان هناك كسر .. يوجهنا الى الصندوق كي نؤذي ثمن الجبص و مستلزماته… طبعا الصندوق ليست به زحمة لانه للأجانب هم فقط من يؤدون الثمن، اصحاب البلدة بالمجان . الساعة تشير الى الثانية صباحا امينة خارجة من المستشفى و على عتبات الفندق مستكملة كل المراحل الفحص و الجبص في يديها ، هذه صحتهم في الدولة العثمانية . با المهدي يسعل دما ، الحادية عشر صباحا يدخل مستشفى مدينة بن جريرباقليم الرحامنة ، ساعة ليصل طبيب المستعجلات لكثرة الازدحام ، المريض يستنجد ، علامات تظهر انها عوارض السل المتقدمة .. المعدات اللازمة غير شغالة لم أعدا اتذكر اسم المعدات الغائبة، ما كان موجودا بوفرة هو الأوكسيجين و السيروم فقط ، تدني الوضع عند المريض حالته تزداد تفاقما، اعلام و مجتمع مدني يدخل في الخط لسوء الخدمة و الاستقبال ، ساعتان هن مرج مع الفاعلين و الادارة ، صحة بالمهدي تزداد سوءا ، القرار اخيراً للذهاب الى مستشفى مراكش. البحث عن السائق و ورقة الخروج و البنزين ساعتين زيادة.. با المهدي يخرج مع اذان المغرب ليصل مستشفى مراكش مع اذان صلاة العشاء .. الغد تقام صلاة الجنازة لبا المهدي مواطن بدون موؤى بعد ما عان التهميش في المجتمع و سلب منه حقه الدستوري في الصحة و التطبيب …. هذه صحتنا في رحامنة . انتابني فضول لقطعة الورق المكتوب فيها الأربع كلمات عنوان المستشفى المناسب لما تهت عن طريقي في مدينة السلطان سليمان، سريعا انقل الأحرف بالتركية عبر مترجم كوكل انزاح تحت اللغة العربية اجد أيقونة ترجمة الى الدارجة المغربية ، لم أتفانى في الضغط سريعا، محرك البحث يعطي ترجمة لتلك العبارات الاربعة( سبيطار … الحومة …حي … الزيتون)، “عجبا..؟؟” بحجم حي الوردة بن جرير؟؟، في الحين تسلقت دهاليز باشوية بن جرير خفية عن الباشا الازرق، لألقي نظرة من فوق السطح على حي الوردة، وضعت حاسبة الايفون في يدي، كتبت رقم 1 على يمينه أصفار لم أعد اذكرها تخيلت ان كل ساكنة الحي موظفين ، تخيلت حجم المعدات، اللوجيستيك، تخيلت البنية التحتية الانارة الطاقة الغار وسائل الراحة وسائل التأهب التنظيم التسيير لهاد سبيطار الحومة لحي الزيتون اسطنبول، ثانيتان عبر محرك البحث رقم المعاملات لذات المستشفى 15 مليار سنتيم شهريا رقم في المتناول و متاح للعموم في اطار الحق في الوصول للمعلومة هناك. رقم ليس غريب عني اسمعه في المقاهي متداول في الوقفات الاحتجاجية ، يتغنى به عمال منجم الفوسفاط بن جرير، انه رقم المعاملات اليومي لتراب الرحامنة الفوسفاطي يخرج لميناء الجرف الأصفر كرقم سري غير معلن في اطار التكتم عن ثروات البلاد . فلا تستغربوا هناك اوجه التشابه و الاختلاف لحكومتين لدولتين متقاربتين “قراو في التحضيري ” في طاولة واحدة اصبح بيننا و بينهم شرخ من الزمن. بالمناسبة امينة و با المهدي ليست اسماء مستعارة بل قصتين حقيقيتين يتبع