المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يقوم بزيارة عمل إلى إثيوبيا    مجلس جهة طنجة يشارك في المعرض الدولي للفلاحة لتسليط الضوء على تحديات الماء والتنمية    أخنوش يمثل جلالة الملك في جنازة البابا فرانسوا    دول الساحل تعلن دعمها الكامل للمغرب وتثمن مبادرة "الرباط – الأطلسي" الاستراتيجية    جريمة مكتملة الأركان قرب واد مرتيل أبطالها منتخبون    مؤتمر "بيجيدي".. غياب شخصيات وازنة وسط حضور "طيف بنكيران"    جريمة قتل جديدة في ابن أحمد    هيئة: وقفات بعدد من المدن المغربية تضامنا مع غزة وتنديدا بالإبادة الجماعية    طنجة تحتضن النسخة الحادية عشرة من الدوري الدولي "مولاي الحسن" بمشاركة أندية مغربية وإسبانية    الشيبي يسهم في تأهل بيراميدز    مرسوم حكومي جديد يُحوّل "منطقة التصدير الحرة طنجة تيك" إلى "منطقة التسريع الصناعي" ويوسّع نطاقها الجغرافي    أخنوش يصل إلى روما لتمثيل جلالة الملك في مراسم جنازة البابا فرانسوا    المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يقوم بزيارة عمل إلى إثيوبيا    وليد الركراكي: نهجنا التواصل وعرض مشاريعنا على اللاعبين مزدوجي الجنسية... نحترم قراراتهم    أخنوش يصل إلى روما لتمثيل جلالة الملك في مراسم جنازة البابا فرانسوا    بسبب التحكيم.. توتر جديد بين ريال مدريد ورابطة الليغا قبل نهائي كأس الملك    نشرة إنذارية: زخات رعدية مصحوبة بتساقط للبرد وبهبات رياح مرتقبة الجمعة بعدد من مناطق المملكة    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    قطار التعاون ينطلق بسرعة فائقة بين الرباط وباريس: ماكرون يحتفي بثمرة الشراكة مع المغرب    العالم والخبير في علم المناعة منصف السلاوي يقدم بالرباط سيرته الذاتية "الأفق المفتوح.. مسار حياة"    عناصر بجبهة البوليساريو يسلمون أنفسهم طواعية للجيش المغربي    افتتاح مركز لتدريب القوات الخاصة بجماعة القصر الصغير بتعاون مغربي أمريكي    تقرير يكشف عن نقص في دعم متضرري زلزال الحوز: 16% لم يحصلوا على المساعدة    إسكوبار الصحراء.. الناصري يلتمس من المحكمة مواجهته بالفنانة لطيفة رأفت    متدخلون: الفن والإبداع آخر حصن أمام انهيار الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي والحروب    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    بودريقة يمثل أمام قاضي التحقيق .. وهذه لائحة التهم    إحصاء الخدمة العسكرية ينطلق وأبناء الجالية مدعوون للتسجيل    مذكرة السبت والأحد 26/27 أبريل    ضابط شرطة يطلق رصاصا تحذيريا لإيقاف مروج مخدرات حرض كلابا شرسة ضد عناصر الأمن بجرادة    مهرجان "كوميديا بلانكا" يعود في نسخته الثانية بالدار البيضاء    "أمنستي" تدين تصاعد القمع بالجزائر    أرباح اتصالات المغرب تتراجع 5.9% خلال الربع الأول من 2025    أبرزها "كلاسيكو" بين الجيش والوداد.. العصبة تكشف عن برنامج الجولة 28    طنجة.. ندوة تنزيل تصاميم التهيئة تدعو لتقوية دور الجماعات وتقدم 15 توصية لتجاوز التعثرات    اتفاقية تدعم مقاولات الصناعة الغذائية    على حمار أعْرَج يزُفّون ثقافتنا في هودج !    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يناقش "الحق في المدينة" وتحولات العمران    السايح مدرب منتخب "الفوتسال" للسيدات: "هدفنا هو التتويج بلقب "الكان" وأكدنا بأننا جاهزين لجميع السيناريوهات"    الإعلان عن صفقة ب 11.3 مليار لتأهيل مطار الناظور- العروي    الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين والمشاركين في الدورة ال 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    جرادة.. ضابط شرطة يطلق النار لتتوقيف ممبحوث عنه واجه الأمن بالكلاب الشرسة    كاتبة الدولة الدريوش تؤكد من أبيدجان إلتزام المملكة المغربية الراسخ بدعم التعاون الإفريقي في مجال الصيد البحري    رفضا للإبادة في غزة.. إسبانيا تلغي صفقة تسلح مع شركة إسرائيلية    رواد سفينة الفضاء "شنتشو-20" يدخلون محطة الفضاء الصينية    المديرة العامة لصندوق النقد الدولي: المغرب نموذج للثقة الدولية والاستقرار الاقتصادي    "الإيسيسكو" تقدم الدبلوماسية الحضارية كمفهوم جديد في معرض الكتاب    أكاديمية المملكة المغربية تسلّم شارات أربعة أعضاء جدد دوليّين    الرباط …توقيع ديوان مدن الأحلام للشاعر بوشعيب خلدون بالمعرض الدولي النشر والكتاب    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إثارة "صراع" الهمة والماجيدي في حراك الحسيمة …
نشر في عالم برس يوم 05 - 06 - 2017

القصر يبكي زليخة الناصيري بعد تظاهرات 18 ماي ضد الانفصال إعداد: عبد الحميد العوني نجح وزير الداخلية٬ الريفي المولد٬ في فصل نهائي لمدينة الناظور عن حراك الحسيمة٬ وسقط "الريف المليونية التي كانت مقررة في الصيف٬ بتمديد التظاهرات إلى عودة ريفيي أوروبا والعالم٬ الحاملين لجنسيات التاريخي" من مدلولات الأعلام المرفوعة لجمهورية عبد الكريم الخطابي٬ وأجهض في خطوة ثانية٬ المسيرة متعددة٬ إلى الإقليم٬ بما قد يدفع إلى انزياح الحركة الاحتجاجية في الحسيمة. واندلعت الاحتجاجات في مدينة الناظور٬ وأصر الزفزافي على المظاهرة المليونية ل 20 يوليوز٬ لمحاولة إفراغ التقدم الذي حظيت به وزارة الداخلية بعد 18 ماي الجاري٬ وأطلقت حملة توظيف ل 160 إطارا في جماعات الحسيمة للتقليص من الزخم الشبابي لهذه المظاهرات. وسبق أن اتهم الوزير٬ عبد الوافي لفتيت٬ الحراك ب "الانفصال" إلى جانب أحزاب الأغلبية الحكومية٬ لتدور على الأرض مسيرة حاشدة ضد الانفصال استفاد منها النظام٬ لأنها استفتاء على شكل دولته الحالية٬ وحضرته القنوات العمومية٬ في تطور لافت أعاد تعريف الحراك الريفي من "زاوية حقوقية"٬ واقترح الصبار٬ عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ موافقته على الوساطة مع ناصر الزفزافي الذي قبل بتقديم نفسه "ناشطا حقوقيا" لإيجاد حل للمنعطف الذي يعرفه شمال المملكة. وما فتئ قائد الحراك أن رفض وساطة المجلس٬ فيما قبل مفاوضة مستشار للملك يهتم بالجانب الحقوقي والقانوني٬ ويعمل المستشارون٬ عبد اللطيف المنوني والمعتصم وعزيمان على نفس الملف٬ في الوقت الذي تذكر فيه الجميع في القصر٬ حسب مصادر "الأسبوع"٬ المرحومة زليخة الناصيري. دون المساس بالأوراش الكبرى للملك٬ تندرج مطالب الحراك ومشاريع الشارع الريفي في إطار جبر الضرر الجماعي٬ المرتبط ببقايا الجمهورية الريفية٬ وفي إطار الإنصاف والمصالحة مع المنطقة٬ وهي بصمة المستشار الملكي النافذ٬ علي الهمة٬ الذي أكد ناصر الزفزافي أن صدامه قوي مع الماجيدي٬ سكرتير الملك والمشرف على استثماراته قد يؤدي الصراع بين الزفزافي٬ قائد الحراك الشعبي٬ ومقاربة الوالي اليعقوبي عن الجهة الترابية التي تعرف حراك الحسمية٬ إلى انزلاق٬ قال بخصوصه المسؤول الترابي لوكالة الأنباء الفرنسية٬ بأن القضاء يهيئ لمحاكمة 3 إلى خمسة أسماء٬ منهم الزفزافي٬ وقال الأخير٬ أنه سيعود إلى بيته فور تسليم رسول من الملك المطالب المسطرة من الحراك٬ وخطب في الآلاف من المحتجين الذين تجمهروا في 18 ماي الجاري مصرحا: "هناك صراعات داخل الدولة بين فئتين تريدان التقرب من الملك٬ اتخذتا من حراك الحسيمة بؤرة لتصفية الحسابات٬ التيار الأول يقوده منير الماجيدي٬ الكاتب الخاص للملك٬ والذي يعتمد على الوالي اليعقوبي٬ والثاني يقوده فؤاد علي الهمة٬ الذي يستخدم إلياس العماري". وأكد: "أن التيارين يريدان جر الحراك إلى مستنقع الدماء" ومن الولايات المتحدة الأمريكية رفض العماري الحل الأمني ودعا إلى الحوار والمصالحة". ودعا "مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم" الذي يرأسه عبد السلام بوطيب٬ القريب من نفس الدائرة التي قدمت إلياس العماري إلى الواجهة٬ إلى "الحل" بإدماج مطالب الحراك في إطار جبر الضرر الجماعي٬ المرتبط ببقايا ما حصل في ضرب الريف بالسلاح الكيميائي في ثورة عبد الكريم الخطابي والتدخل العسكري ل ٬1958 وباقي التدخلات الأمنية من 1984 إلى 2011 التي حرق فيها 5 مناضلين من حراك 20 فبراير٬ وطعن آخر وتم اعتقال عشرة آخرين منذ "طحن" صياد السمك٬ محسن فكري في شاحنة الأزبال٬ وهي الحادثة التي فجرت الاحتجاج المتواصل إلى الآن. المستعجلة والتي يقترحها الشارع ويدافع عنها٬ ضمن مشاريع "جبر الضرر الجماعي" لإبقاء المسارات ومحاولة حماية "الأوراش الكبرى" أو "الأوراش الملكية"٬ دفعت البعض إلى اقتراح المشاريع التنموية الموجودة دون تعديلات واسعة. وسمح البرلمان بتمرير مداخلة فيدرالية اليسار الديمقراطي على الهواء٬ التي دعت إلى تقييم المشاريع التي دشنها الملك٬ ولا تخرج مطالب حراك الريف عن نفس الإطار٬ وذكر قائد الحراك بالخطاب الملكي سنة 2004 عندما قال الملك "إن مدينة الحسيمة يجب أن تكون قطبا تنمويا"٬ معلقا بالقول: "لكن لم نر شيئا.. لا معامل.. لا مصانع ولا مستشفيات٬ لأن هناك مافيا..". وفي معرض كلمته أضاف: "كان من المفروض أن ينطلق مشروع "منارة المتوسط" قبل ٬2015 وتأخر موعد انطلاقه لأن ميزانيته نهبت٬ ولما أحسوا بحرارة الاحتجاجات٬ قاموا ببعض المشاريع الترقيعية"٬ مشيرا إلى الوالي اليعقوبي٬ الذي جاء بأزيد من 300 مقاولة من خارج الريف٬ ومن المقربين من عائلته للاستثمار فيها. والمعادلة تدفع إلى إبعاد الخيار الأمني٬ وإدماج التنموي في "إطار حقوقي" وعبر ميزانيات لجبر الضرر الجماعي٬ دون المساس ب "المشاريع الكبرى"٬ هو خيار يدافع عنه المستشار الملكي٬ علي الهمة لخروج اليزمي من المجلس الوطني لحقوق الإنسان وإلياس العماري عن الجهة وباقي الفاعلين لدعم هذا التصور٬ بل إن بلاغ مركز الذاكرة قال بصريح العبارة: "إن البحث عن أجوبة بأفق وطني٬ لن تقوم به جهة واحدة". وشكلت هذه العبارة رسالة واضحة إلى سكرتير الماجيدي الذي يدافع عن أوراش مهيكلة كبرى٬ عوض المشاريع التنموية المرتبطة بتحسين معدلات التنمية البشرية في المملكة٬ وليس لوزارة الداخلية تأييد "أوتوماتيكي" للمشاريع المهيكلة٬ لأنها تشرف على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تعرف مراجعة٬ بعد حراك الحسيمة٬ لأن المعدلات المحققة لا تزال ضعيفة٬ واتفقت الأطراف على الوصول إلى "توافقات" على صعيد المشاريع٬ تأخذ بعين الاعتبار طابع الاستعجالية والخدمة الاجتماعية ومسايرة الرؤية التي تسعى لها المشاريع المهيكلة. وفي الواقع٬ فإن المغرب يعيش أزمة في المشاريع المهيكلة٬ لأنها تتطلب ميزانيات هائلة وتفترض نتائج بعد سنوات٬ فيما يتضرر الجميع من الزمن الفاصل بين انطلاقتها ويوم جني ثمارها. وضغطت الحكومات السالفة على الميزانيات الاجتماعية وقللت من أغلفتها المالية٬ في أجواء تتنافس فيها الشركات الكبرى على تعزيز مقاربتها الربحية٬ وتصدير قيمتها الاستثمارية إلى إفريقيا٬ كما لا يمكن الاستمرار في دعم المقاربة المهيكلة للقطاعات لأنها تمس بهذه القطاعات وبالأوراش الهيكلية أو الرئيسية في مناحي حياة المغربي. قبول قادة الحراك بعدم "تسفيه المؤسسات" مقابل وقف "تسفيه الحراك"٬ فيما كان اتهام أحزاب الأغلبية الحكومية إيذانا بعزلها للتواصل مع مندوب يختاره الملك جرى تبريد للساحة٬ لإطلاق الحوار وتكييف المطالب في إطار جبر الضرر الجماعي٬ بعيدا عن البرامج الحكومية أو الميزانيات القطاعية المتواصلة٬ وتحولت الحكومة إلى "عصابة" في التظاهرات استنادا إلى قولة عبد الكريم الخطابي: "هل أنتم حكومة أم عصابة؟". ولا يزال رفات "الأمير" الخطابي مدفونا في مصر٬ فيما يعد استسلاما من الريفيين لحالة المنفى الاختياري أو الهجرة الاجتماعية التي مورست على الإقليم المنتفض٬ وجرت التهدئة في أجواء استعراض يهدد بسيناريو سيدي إفني ٬2008 وأكدت التظاهرة أن الخلاف بين جناحي الدولة الذي استفاد منه الريفيون٬ منع التدخل الأمني في 18 ماي الجاري٬ ولا يمنع من صدام دموي في المستقبل. جروحا متعددة أولها مشاركة مولاي يوسف في التحالف الدولي الفرنسي الإسباني لإجهاض ثورة الريف "الأمير" عبد الكريم الخطابي٬ الذي تتردى عنه التظاهرات كأي صحابي أو تابعي٬ بل إن المنطقة شهدت وحذر قائد الحراك من السيناريو السوري أو العراقي٬ لأن الريف له خصوصية واضحة تكرر كلمات بداية عشرينيات القرن الماضي. "إلباييس" الإسبانية تكتب عن حوالي 70 ألف متظاهر خرجوا إلى شوارع الحسيمة لانتقاد سياسة "الحكومة والقصر" شخص)"٬ وكانت الاستجابة لدعوة ناصر الزفزافي عالية على الرغم من التعزيزات الأمنية المكثفة التي دفعت قالت جريدة "إلباييس": "إن عدد المشاركين في تظاهرة الحسيمة٬ تجاوز 60 ألفا (بين 67 ألف و69 ألف بها الدولة لخفض نسبة المشاركين و"تسهيل مهمة محاكمة 3 إلى 5 من زعماء الحراك" كما قال الوالي اليعقوبي لوكالة "أ. ف. بي". وحاولت السلطات خفض عدد المتظاهرين إلى 3500 متظاهر٬ قالت عنهم٬ إنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء٬ وأعادت التظاهرات الرافضة للانفصال إلى سقفها العادي بما يزيد من تعقيد الخيار الأمني٬ ويخرج الملف من يد وزير الداخلية٬ الفتيت٬ وبما يشبه أيضا٬ إعادة تكييف القرار المركزي تجاه المنطقة. نشرت جريدة "لوموند" قصاصة "أ. ف. بي" التي حملت "محاكمة" الزفزافي بلسان الوالي اليعقوبي٬ وقالت: "إن الحسيمة تخرج مجددا ضد الرشوة والضغط والبطالة"٬ كما جاء في العنوان٬ وأكدت التغطية على رفض المتظاهرين للمافيات المحلية. وعد الإعلام الفرنسي المسألة٬ مظاهرة عادية ضمن مظاهرات متواصلة منذ موت صياد السمك محسن فكري بطريق الخطإ في شاحنة نفايات. وعدم تمييز تظاهرة "18 ماي" عن غيرها٬ يفيد المقاربة الرسمية التي تذهب باتجاه الاستجابة الكاملة للملف المطلبي من خلال "جبر الضرر" ومن منطق حقوقي صرف٬ وهو ما رفضه البعض٬ لأن "المغرب يتحرك ورياح الانتفاضة تهب على تفكير ملايين المواطنين" بتعبير الصحافي خالد الجامعي. وفي رفض متواصل للمقاربة الأمنية والسطحية لمشاكل المغرب٬ والقبول العاجل لجبر الضرر الجماعي في الريف٬ طالبت فيدرالية اليسار الديمقراطي في بيان لها٬ تحديد أولويات إطلاق صيرورة الإصلاحات التي لم تعد قابلة للتأجيل٬ وذلك للحفاظ على السلم والاستقرار مع وضع مخطط استباقي للنهوض بجهات أخرى مهمشة من الوطن٬ طبقا للتوزيع المجالي العادل للثروة مع حسم التردد بخصوص الانخراط في مشروع بناء المغرب الديمقراطي الحداثي. وبدت النتيجة متوقعة وكبيرة لتوزيع ذكي لموقع اليسار٬ فالدولة طالبت بدخول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الحكومة٬ كي تتمكن من نزع شوكة حراك الريف دون اصطفاف اليسار إلى جانب إلياس العماري٬ ابن المنطقة٬ وهو الذي يرأس الحزب الثاني في المملكة٬ وتكون فرصة "فيدرالية اليسار الديمقراطي" سانحة لبناء قدرتها في مجتمع منتفض٬ وتمكنت في سيدي إفني إلى جانب حزب العدالة والتنمية وكل حراك 20 فبراير٬ من احتواء حراك هذه المدينة. صراع الأرقام بين الفتيت وناصر الزفزافي٬ وجه لصراع حقيقي بين شخصين ووجهتين في منطقة الريف حولت الأوساط الأمنية تقديرات المشاركين في تظاهرة الحسيمة ل 18 ماي الجاري٬ من ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص كما جاء في تغطية مجلة "تيل كيل" إلى 50 ألف٬ أي 25 مرة؟ (2500 في المائة) في تصريحاتها للقنوات الغربية٬ فيما قال قريبون من الزفزافي أن العدد يقارب 200 ألف٬ وقد وعد بخروج 100 ألف متظاهر٬ لكن تقليل هذه الخطوة٬ جعل الكل٬ حسب الأجهزة الأمنية٬ قادم من خارج الحسيمة٬ وأن المتظاهرين في أغلبهم قاصرون٬ لإفراغ نجاح الحراك من مدلوله المحلي٬ وأن ناصر الزفزافي٬ فقد قوته بين ساكنة المدينة٬ تعزيزا لمعارضيه. وتفاصيل اللعبة تدفع باتجاه عدم الاستجابة الفورية لإطلاق معتقلي الحراك العشرة٬ رغم السعي من جهات أخرى. الانضباط الحزبي٬ فيما زاد معدل الانضباط النضالي في الحراك إلى معدل قياسي٬ إذ لم يسجل أي مس وانقلاب الفروع المحلية للأحزاب على ما قررته مكاتبها المركزية في الرباط٬ يعد سابقة على مستوى بالممتلكات الخاصة أو العامة أو الأمنية رغم انتقادها الشديد وسط التظاهرات٬ وتفرق الجمع في الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (التاسعة بتوقيت غرينتش). وحسب وكالة "بيلجا"٬ فإن "عاش الريف" شعار موحد لكل الساكنة٬ وهي رسالة مبطنة إلى ريفيي العالم٬ بأن التقديرات مختلفة على الأرض. وأصبح علم الريف في التظاهرات علما تاريخيا لم يعد يحمل شحنة الانفصال بعد التظاهرة الأخيرة٬ ولكنه فتح أفقا على الجمهورية٬ وفي تقدم الطلائع الأمازيغية بشعاراتها في الساحات٬ تكون الأعلام مدعاة لتساؤل حول "الجمهورية الأمازيغية"٬ لأن محاولات انقلابية قامت في سبعينيات القرن الماضي لهذا الغرض. ولا يمكن الجزم بما قد يوحيه المراقبون الأجانب٬ لأن الرسالة موجهة إلى الملك٬ وقد جعله المتظاهرون إلى جانبهم لتجاوز "العصابة الحكومية" و"المافيات المحلية". بصراع وزير الداخلية المنتمي لنفس المنطقة٬ ورئيس الجهة إلياس العماري٬ وباقي الأحزاب التي تضرب وليس لدى وزارة
الداخلية سوى هامش واحد للمناورة: "التقليل من أرقام المتظاهرين"٬ فالمسألة تتعلق الحراك من داخله٬ وتحاول هضمه سياسيا وحزبيا. وبين الرقمين الرسميين: 3500 و50 ألف٬ نعرف إلى أي حد يمكن معه الجزم بخلاف بين وزارة الداخلية ووزيرها. ولم يتمكن الفتيت إلى الآن٬ من السيطرة على وزارته٬ لأن الانقسام عمودي بين استراتيجيتين ونهجين ورجلين في دائرة القرار (الماجيدي والهمة). حراك الحسيمة والبنك الدولي وجد فهد يعته في "لونوفيل تربيون"٬ أن الرسالة موجهة إلى البنك الدولي٬ والساكنة تريد نهجا تنمويا مطابقا لمعاييرها الجهوية والمحلية٬ لأن المسألة أكبر من دوائر القرار المؤسساتي المغربي الذي لم يمسه المحتجون بسوء٬ لكن المستقبل ليس مضمونا٬ لأن "ردكلة" أو تطرف الاحتجاجات٬ شيء متوقع٬ لذلك طالب حامي فبعد 18 ماي٬ لم يعد ممكنا الطعن في شعارات الحراك أو القول بأنه يسفه المؤسسات٬ لأن هناك من مس الدين٬ رئيس "منتدى الكرامة" الحقوقي٬ والقريب من حزب العدالة والتنمية٬ حكومة العثماني بالاعتذار للريف٬ كرامته ولم يعتذر له. و"طي الصفحة" خطوة براغماتية للطرفين نحو إرساء أجواء الحوار٬ لأن المعتقلين العشرة من الحراك٬ جزء من الحوار٬ والمؤسسات الوسيطة تعيد تقديرها٬ وقد قفز سعد الدين العثماني خارج اللعبة ليسمح بالحوار المباشر بين الملك والمحتجين. وتلك قصة مدروسة٬ حسب التقييم الفرنسي على الأقل (تقرير للمتابعة ليوم الجمعة 19 ماي 2017(٬ فالكل جاهز لأمر ملكي للإفراج عن المعتقلين٬ كما في حالة مناصرين لإحدى الفرق الكروية٬ وتمويل "جبر الضرر" الجماعي٬ سيجعل المستشار علي الهمة٬ قائدا لطي صفحة الحراك نهائيا بغلاف 10 ملايير درهم٬ وتشجع المؤشرات على الأرض على نجاح هذه الخطوة٬ لكن لها أعداء "حقيقيين"٬ فيما تمنى الجميع أن تكون الإجراءات "غير مسيسة"٬ كما في حالة المرحومة زليخة الناصيري. الانقسام حدث في وزارة الداخلية الحقيقة التي رفعها الغربيون في تقاريرهم٬ هي أن وزير الداخلية والحكومة٬" أجبرت على التأني" قبل التدخل لاعتقال الخمسة الذين أعلنهم اليعقوبي والي الجهة لوكالة "أ. ف. بي" وجاء القرار متجاوزا للحكومة بوقف أي تدخل إلى ما بعد التظاهرات المناهضة للانفصال٬ وإزالة الصفة السياسية عن الحراك٬ وآنذاك يمكن الذهاب بأحد الاتجاهين: "المحاكمة لأنها من دون مدلول سياسي"٬ أو "طي الصفحة". وعززت المظاهرات المناهضة للانفصال شرعية النظام٬ وفي هذا السياق٬ عارض القرار الأمني الذي دعم الحكومة والأغلبية من أجل التغطية السياسة على قراره الأمني. ويوجد انقسام في وزارة الداخلية مس من قدرة الوزير الذي يعتبر من "الصقور" على إدارة قرار أمني لم يحتج في عهد محمد حصاد٬ إلى الاستعانة برئيس الحكومة بن كيران. ووجد حزب العدالة والتنمية فرصة في التقرب من الفتيت٬ بسبب وضعه داخل وزارته٬ كما وجد الوزير فرصته لتمرير قراراته بتغطية من الحزب٬ بعد إعفاء بن كيران من رئاسة الولاية الثانية٬ ومن أجل تواصل يتجاوز ما حدث بين وزارة الداخلية والحكومة في وقت سابق. إسناد حزب العدالة والتنمية ملف حراك الريف لوزير الداخلية٬ الفتيت٬ يعلن تحولا في العلاقات الثنائية بين رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية في عهد العثماني٬ الذي لا يعارض أي تقدير سياسي لهذه الوزارة٬ فيما قزمت المعارك السابقة لبن كيران من التضامن الحزبي لقرارات الداخلية٬ وحدث تحالف لتمتين موقع العثماني في رئاسة الحكومة والفتيت على رأس وزارة الداخلية لأن الرميد يدعم تقوية الحزب من خلال مواقعه في الدولة لتجاوز التحديات الداخلية لحزب العدالة والتنمية ومواصلة الولاية الثانية للحكومة التي يرأسها الحزب تمكنت وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة من هامش مناورة مستقل عن بعضها البعض٬ في الفترة الماضية٬ كان انعكاسها إيجابيا إلى حد بعيد٬ وفي ملف الريف٬ جاء القرار الأمني غير "مبستر"٬ ولا يمكن له أن يكرر أمام البوليساريو والتقدم نحو شعب أعزل؟" كانت٬ بكل المقاييس٬ صادمة٬ وجاء فيها: "كيف يحاصر شعب مؤكدا٬ لكن الكلمة التي ألقاها الزفزافي وزلزلت كل الأوساط العسكرية والأمنية حول "التراجع" في الكركرات حوادث تاريخية سابقة٬ فتحدث الأمنيون عن إعادة الانتشار على الأرض في الأربعاء 17 ماي٬ وكان مفعوله أعزل في إمارة المؤمنين…

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.