شراء ملابس العيد تقليد متعارف عليه عند الأسر المغربية،عامة والأسر بابن جرير خاصة إلا أن هذا التقليد بدأ يتلاشى نظرا لارتفاع الأسعار من جهة، وزيادة المصاريف من جهة ثانية، فقبيل ايام عن موعد عيد الفطر المبارك، تعرف أسعار ملابس الأطفال والكبار ارتفاعا متواصلا، ما أثر بشكل مباشر على ميزانية العديد من العائلات في تلبية الحاجيات المتعددة لهذه المناسبة، التي تحاول فيها مجموعة من الأسر إدخال الفرحة على أطفالها، والحفاظ على هذا التقليد المتوارث منذ أجيال، ، فمن خلال جولة قادت عالم بريس إلى بعض المحلات التجارية حيث تباع ملابس الأطفال والكبار بشارع علال بن عبد الله بالحي الجديد لاحظنا ارتفاع أسعار ملابس الأطفال والكبار بأكثر من 50 % مقارنة بالسعر الذي كانت عليه خلال الأسابيع الفارطة، ويبدو أن تعب الصيام وحرارة الصيف لم تكن لتقف حائلا أمام المتسوقين الراغبين في شراء ملابس العيد لأطفالهم، حيث صرّحت لنا مواطنة كانت تجوب المحلات رفقة طفليها أن مشقة الصيام تهون أمام المشتريات التي تحملها في نهاية المطاف، لتدخل الفرحة على قلبي طفليها. أما عن الأسعار، فتقول إن أقل ما توصف به أنها مرتفعة، ولكنها تضطر لشرائها، حتى يظهر طفلاها في أناقة كبقية الأطفال صبيحة العيد. ولقد أجمع معظم أرباب الأسر الذين تحدثنا إليهم على جشع تجار الملابس الذين يستغلون مناسبة العيد لمضاعفة الأسعار، لعلمهم المسبّق بأنهم سيبيعونها بأية طريقة مادام أن أغلب الآباء والأمهات يضطرون لفعل أي شيء من أجل إسعاد أبنائهم يوم العيد، حتى ولو كان ذلك على حساب ميزانية بيوتهم بل وحتى ولو حتم عليهم ذلك اللجوء إلى اقتراض المال من الأهل والمعارف. كما اشتكى هؤلاء من نوعية الملابس المعروضة التي تم استيراد أغلبها من دول شرق آسيا وفي مقدمتها الصين، ومع ذلك فإن أسعارها مرتفعة كثيرا قياسا بنوعيتها، خاصة وأن بعضها قد لا يصلح للاستعمال سوى لأسبوعين على أقصى تقدير، بل توجد أنواع منها لا تحتمل حتى غسلة واحدة على حد تعبير إحدى السيدات، ضاحكة كما اشتكى معظم المتسوقين الذين تحدثنا إليهم من صعوبة توفيقهم بين مصاريف شهر رمضان وعيد الفطر، و الذي بدوره على الأبواب، خاصة في ظل الارتفاع القياسي لكل المستلزمات والحاجيات.. ويبدو هذا واضحا من خلال الإقبال المتزايد من قبل المواطنين على الأسواق، الأمر الذي جعل بعض التجار يخرجون سلعهم إلى الرصيف أوعلى أبواب محلاتهم التجارية. يقول شاب في الثلاثينات من عمره، صاحب محل لبيع الملابس لاحظت في هذه الأيام التي تفصلنا عن عيد الفطر بأيام قلائل أن هناك قدرة شرائية عالية عند المواطنين لشراء الحاجات الضرورية،لأن الناس يفضلون شراء المستلزمات قبل المناسبة ، أما عن الأسعار، فيرجع المتحدث غلاءها إلى اللهفة التي تجعل التجار يستغلون الفرصة لمضاعفتها طمعا في تحقيق ربح السنة في شهر واحد، وهذا أمر عادي خاصة وأن الطلب يفوق أحيانا العرض بكثير. كما يجد باعة الأرصفة في رمضان وعيد الفطر مناسبة ذهبية للكسب السريع، هم أيضا لهم زبائنهم، تماما مثل احمد الذي يقول بأن حالة أسرته المادية لا تسمح له بشراء الملابس المعروضة في المحلات التجارية، نظرا لأسعارها التي لا تتناسب مع دخله البسيط، لذا يضطر لشراء الملابس من باعة الأرصفة أو الفراشة كما سماهم ، حيث الأسعار معقولة جدا. ومن جهة أخرى،تجدر الإشارة إلى الملابس التقليدية تلقى رواجا كبير خلال بهده المناسبة الدينية، خاص ، كالجلباب والجبدور والبلغة وهي الاخرى بدورها تعرف، ارتفاعا ملحوظا في اسعارها مقارنة مع الايام الاخرى ، حيث عبر مجموعة من زوار احد الدكاكين عن انزعاجهم من غلائها وعن قيمة اللباس المغربي الأصيل، أوضح احد الاساتدة إن اللباس الأصيل له قيمة كبيرة جدا مهما بلغ ثمنه، مشيرا إلى أن هذا اللباس يشكل أحد مظاهر الفرحة التي تغمر المغاربة خلال المناسبات الدينية. وبشكل عام، فإن الأعياد الدينية، تظهر إلى أي مدى ظل المغاربة أوفياء للملابس التقليدية الأصيلة، وهو ما يعكس غنى الحياة المغربية ويجسد أهمية الإرث السوسيوثقافي للمجتمع المغربي. كما يعكس هدا الاهتمام باللباس الأصيل تشبث المغاربة بأصالتهم وتقاليدهم .