نظمت العصبة الدولية للصحافيين الشباب ندوة ،بفندق إدو انفا يومه الثلاثاء 7 يونيه 2011، تحت شعار "قراءة في واقع وآفاق التدبير الجماعي بالدار البيضاء". ويندرج هذا اللقاء حسب المنظمين في إطار انشغالات العصبة بالقضايا الدولية والوطنية التي تهم "مبدأ الحكامة في تدبير الشأن العام"، كما تأتي هذه المبادرة على ضوء التقارير الدولية التي تؤكد على أن "أزمة التنمية هي أزمة حكامة في التسيير بالدرجة الأولى" واعتبارا بنتائج تقرير المجلس الأعلى للحسابات والمتعلق بطريقة تدبير الشأن العام بمجلس بدينة الدار البيضاء
وخلال هذه الندوة التي، أطرها الزميل خالد الكيراوي، والتي حضرتها كل الألوان الحزبية التي أوكلت إليها مهام تسيير الشأن البيضاوي باستثناء السيد العمدة الذي بالرغم من توصله بالدعوة اختار عدم الاستجابة، حمّل ممثلو كلّ الأحزاب السياسية الحاضرة لإغناء فعاليات الندوة، من أغلبية ومعارضة، مسؤولية الفشل في تدبير شؤون العاصمة الاقتصادية للسيد العمدة محمد ساجد مستندين في ذلك إلى عدد من المعطيات القاطعة التي وضعت بين أيديهم وكشفت بجلاء أن محمد ساجد، قصّر في مهامه، وأخل بالمسؤوليات الموكولة إليه طبقا للقوانين الجاري بها العمل. وفي هذا الصدد فجر عبد الحق مبشور، عن الحزب العمالي مفاجأة من العيار الثقيل، حين أكد أنه قدم شكاية للوكيل العام للملك بالمدينة بشأن تبديد أموال عمومية وسرقة المال العام من طرف مستشارين بمجلس المدينة مشيرا إلى أن شركة ليديك لوحدها قامت بتهريب ما يفوق 30 مليار سنتيم بمباركة من عمدة المدينة، وأضاف المستشار مبشور أن العاصمة الاقتصادية تسير من قبل أشباح موجودين بالعاصمة الرباط، لم يفصح عن هويتهم، واعتبر أن الحل الناجع هو رحيل العمدة عن منصبه. ومن جهته أكد بوشتى الجامعي، عن حزب الاستقلال، على أن مستشاري حزبه بمجلس المدينة لا يقومون بالمعارضة من أجل المعارضة ولكنهم ضد الفساد والمفسدين وأشار إلى أن هيمنة بعض الأحزاب هي ما أفضى إلى هذه الكارثة التي تعيشها المدينة اليوم. وفي السياق نفسه أبرز كمال الديساوي، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، أن الاختلالات التي يعيشها اليوم مجلس المدينة ابتدأت منذ سنة 2003، مشيرا إلى أن مستشاري الحزب رفضوا مناصب بالمجلس من منطلق الديموقراطية التمثيلية واختاروا أن يتموقعوا في المعارضة وأضاف بأن التقاعس وسوء التدبير وغياب عمل مؤسساتي أفضى إلى إفقاد الثقة لسكان المدينة. ومن جهته، وصف مصطفى رهين، عن المستقلين، تحالف الأغلبية بمجلس المدينة بالهجين مما أدى إلى الفشل، وخلص رهين إلى ضرورة تخليق الحياة السياسية وتحقيق ديموقراطية حقيقية مع توفير سياسة المحاسبة كما تطرق إلى تدخل الدولة في العمل الجماعي وتحميلها المسؤولية في التعتيم الذي يمارس على المواطن. وفي معرض تدخله، تحدث عزيز أغبالي لمرابط عن حزب التجمع الوطني للأحرار عن ضرورة الإيمان بالاختلاف في الإيديولوجيات الحزبية المفضية للتكامل من أجل خدمة المواطن مع اعتبار مبدأ التداول في البحث عن الحلول ومبدأ التشارك في تجسيدها على أرض الواقع مبرزا مسؤولية الجميع في ما آلت إليه الأوضاع في مجلس المدينة. واستغرب بدوره، عبد العالي مستور رئيس منتدى المواطنة في تدخله، للحياد الذي تمارسه مؤسسات الدولة وغيابها عن معالجة شلل أجهزة المجلس الجماعي للمدينة. ومن جانبه، تناول المحامي طارق السباعي، رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، ما اعتبره تهريبا لشركة "ليديك" لملايير السنتيمات خارج البلاد وتحميله المسؤولية فيما يقع بمدينة الدارالبيضاء للمنتخبين لسكوتهم وعدم لجوئهم إلى القضاء عبر رفع دعاوى قضائية لدى الوكيل العام للملك والمحاكم المالية كما أعرب عن أمله في التعديلات الدستورية المرتقبة لإخضاع الوزراء والموظفين والمستشارين الجماعيين للمحاسبة والمساءلة ولرفع الحصانة عن جميع المسؤولين بعد إجهاض "مشروع قانون من أين لك هذا" في بداية الستينيات بالمؤسسة التشريعية. وبعد تدخل ممثلي الأحزاب السياسية والحقوقية فتح نقاش مسؤول مع الحضور مكّن المنتخبين بالإطلاع على مستجدات انتظارات الساكنة البيضاوية، وقد تمّ رصد جميع الملفات الساخنة المتعلقة بالتسيير الجماعي لمدينة الدار البيضاء ومنها ملفات مطارح النفايات، التدبير المفوض، تدبير الموارد المالية والبشرية، السكن والعمران، البيئة، القطاع التجاري الغير المهيكل...وقد أجمع ممثلو الأحزاب السياسية الحاضرة بالندوة على "انها المرة الأولى، منذ انتخاب مجلس المدينة، التي يمرّ فيها اجتماع الفعاليات السياسية المنتخبة بالمجلس على اختلاف ألوانهم ومواقفهم في جو يسوده الهدوء وروح المسؤولية" مجددين تثمينهم لمجهودات العصبة الدولية للصحافيين الشباب على مبادرتها الرامية إلى إرساء روح المسؤولية في تسيير الشأن المحلي وانخراط الجسم الصحفي في عملية رصد الخروقات من أجل الرقي بمستوى الممارسة الديمقراطية في تدبير المجالس الجماعية. هذا، وقد أشارت الهيئة المنظمة - العصبة الدولية للصحافيين الشباب - إلى إصدار كتيب يتضمن جميع التدخلات التي أدرجت بالندوة مع التوصيات المستخلصة منها من أجل توثيق التزامات المنتخبين وإعداد أرضية لللقاءات المستقبلية المرتقبة.