كان الهاتف يستخدم في الماضي لاجراء الاتصالات، غير ان هذا المفهوم صار بائدا مع تزويد الهواتف المحمولة بالاف التطبيقات الذكية التي يكشف عنها معرض التقنيات الحديثة "سيبيت" في المانيا. في صالات عرض هانوفر (شمال) تعرض احدث نماذج الهواتف الخلوية، وفي هذا المجال ليس ثمة تقشف في استخدام النعوت، هناك الهاتف الاكثر خفة، والاكثر سرعة والاقل استهلاكا للطاقة. غير انه يمكننا ايضا ان نكتشف مجالات وظيفية جديدة للخلوي في سياق "العوالم المتصلة" (بالانترنت) وهو الموضوع المحوري في "سيبيت" هذا العام. ويقول هارتويغ فون ساس المتحدث بإسم المعرض "بات الخلوي اليوم مساعدا في الحياة اليومية فيما يمكن ايضا استخدامه لإجراء الاتصالات". وفي حال كان الهاتف ذكيا يمكنه ان ينقذ حياة الناس ايضا. على هذا النحو طورت احدى كليات الطب الالمانية نظاما غير مسبوق، يقضي بأن تقوم الشريحة الالكترونية في جهاز تنظيم دقات قلب احد المرضى بتنبيه الهاتف الخلوي في حال حدوث خلل، ليتولى الهاتف عندئذ طلب المساعدة. وثمة برنامج اخر يستخدم في الحياة اليومية وفي وسعه تنبيه الهاتف الخلوي الى وجود تسرب مائي تحت الارضية الخشبية في مكان ما، فيجري اتصالا بالسباك والمالك على السواء. وبفضل برنامج "سليب سايكل" من مختبرات ليكسوير لابز، يرافق الهاتف الخلوي مالكه خلال النوم عندما يضعه على الفراش فيقوم بالتقاط حركة صاحبه الليلية ويصدر تنبيها صباحيا عند افضل لحظة تتلاءم مع دورة نومه البيولوجية. ويستهدف بعض المصنعين خصوصا الزبائن في شريحة "العاملين المتنقلين" والذين سيصير عددهم 1,2 مليار شخص بحلول العام 2013، وسيشكلون ثلث الموظفين على الكرة الارضية وفق المحللين. وابتكر "ايبتيك" مثلا نورا كاشفا بحجم علبة النظارات (بوكيت سينما تي 30) يسمح وبالتعاون مع هاتف ذكي ببث عروض جدارية ومن دون الحاجة الى حاسوب. ويؤكد الخبراء ان الهاتف الخلوي سيسمح ايضا في المستقبل بقراءة جوازات السفر الالكترونية وفتح حساب مصرفي شخصي والدفع عبر "بطاقة ائتمان فرضية" مدمجة في الخلوي. وبحلول العام 2012، سيتجاوز عدد الاشخاص الذين يتصفحون الانترنت عبر الهواتف الخلوية، اولئك الذين يتصفحونه من طريق الحواسيب، بحسب شركة الدراسات "غارتنر". وفي معرض "سيبيت" تقدم شركة المانية ناشئة "اوريجينال 1" نظاما لمحاربة التزوير، وهو افة متفشية في قطاع التجارة الالكترونية. ففي حال شككتم بأصول او اصالة المنتج، يمكنكم اللجوء الى الهاتف الخلوي الذي سيمسح لاصقة البضائع المشفرة مثلا ويرسلها الى منصة "اوريجنال 1" على الانترنت فتعطي رأيها في شأنه من خلال العودة الى تاريخ تصنيعه ومجمل مواصفاته. ويمكن الهاتف ان يجعلكم تجنون المال ايضا على ما يؤكد المهندس ماركو جاهن الذي ساهم في تطوير نموذج برنامج يسمح بمراقبة والتحكم عن بعد بواسطة الهاتف الذكي، باستهلاك الطاقة في منزل المستخدم (هيدراغايز). ويمكن للكسالى ايضا الاعتماد على الهاتف ذلك ان في وسعه تشغيل الغسالة عوضا منهم وان لم يتوصل حتى الساعة الى افراغها ونشر الغسيل ايضا! اما في السيارة فيتم التعرف الى السائق ما ان يجلس خلف المقود بفضل اشارة يطلقها هاتفه وتتولى هذه الاشارة تعديل المرايا او الكرسي من تلقاء نفسها. ويمكن الهاتف الخلوي ايضا ان يفتح الابواب من مسافة ومن دون الحاجة الى مفاتيح. ويقوم المبدأ الذي طوره الالماني "ايليغات" على ارسال مفتاح افتراضي الى جهاز فك الرموز، يوضع عند اطار النافذة مثلا. ويمكن ارسال المعلومات من بعد الى موصل الطلبات مثلا او الى الممرضة المسؤولة عن العناية بالجدة طريحة الفراش. غير انه وفي حال ضاع الخلوي سيبقى المرء على عتبة الباب عاجزا عن تجاوزها. لهذا السبب ينصح ماتياس فون تيبيلسكيرش من شركة "ايليغات" بالاحتفاظ دوما بمفتاح حقيقي لحالات الطوارىء.