الدار البيضاء: محمد لديب وصف مجموعة من المستشارين في مجلس مدينة الدارالبيضاء، فكرة إنشاء ميترو الأنفاق بمدينة الدارالبيضاء التي يروج لها عمدة المدينة ، محمد ساجد، بما يشبه الوهم. ويستند هؤلاء المستشارون في حكمهم هذا بوجود مجموعة من المعطيات التقنية التي تؤكد على شبه استحالة إنجاز ميترو للأنفاق في مدينة تعاني من مجموعة من المشاكل على جميع المستويات سواء فيما يخص البنية التحتية المهترئة أو الخصائص الجغرافية التي تحتم ضرورة مراجعة العديد من الامور التقنية ومحاولة التغلب عليها قبل الشروع في إنجاز الدراسات المتعلقة بهذا المشروع الضخم. حلم إنشاء خط الميترو، الذي يعتبره العديدون أحد الأحلام التي تراود مسؤولي المدينة، وجدوا صعوبة بالغة في تحقيقه في الماضي ، لمجموعة من الأسباب ، أهمها غياب الجدية في التعامل مع هذا الملف، وتغييب التقنيين المغاربة عن مائدة الاستشارات التي جرت في السابق وتجري حاليا على عهد ساجد، الذي يبدو حسب بعض المصادر أنه يصر على بيع الحلم لساكنة مدينة الأربعة ملايين نسمة. ويؤكد أحد المهندسين المتخصصين في هذا المجال أن الميترو لا يمكنه ان يتحقق في مدينة الدارالبيضاء بسبب هشاشة بنيتها التحتية من جهة، وبسبب الفرشة المائية الكبيرة التي تسبح فوقها المدينة، والتي تجعل امر التفكير في مثل هذا المشروع يستدعي إمكانيات مالية كبيرة ، لا يمكن لمدينة كالدارالبيضاء الإستجابة لها، لأن مثل هذا المشروع لن تتلاءم جدواه الاقتصادية مع المبالغ الاستثمارية التي يجب أن ترصد له. أما الترامواي فتؤكد المصادر أن الدراسات لا يمكن أن تنتهي إلا في الفترة المتراوحة ما بين 2012 و2014، وهو ما يعني أن الشروع في أشغال إنشائه غير ممكن إلا بعد هذه الفترة، أي بعد أن يتم وضع تصور متكامل للمشروع وبعد إيجاد حلول ناجعة لمشاكل التعمير التي تتخبط فيها المدينة نتيجة للتسيير العشوائي لشؤونها المحلية. واعتبروا أن الحديث عن مشاريع ضخمة، لا يجب أن يكون وسيلة لتحويل الأنظار عن المشاكل الكبيرة التي تعاني منها المدينة خاصة على مستوى النقل الحضري، الذي شهدت خدماته تراجعا كبيرا نتيجة غياب استراتيجية لمجلس مدينة الدارالبيضاء تقوم على الحرص على مصالح الساكنة والرفع من مستوى الخدمات العمومية التي يقدمها المجلس لهم.