نفت إيران قصف أحد مواقعها النووية, وهي إشاعة ترددت ، في الأيام الماضية ، وتوترت بسببها أسواق المال والنفط. وقال مسؤول إيراني لرويترز «إنها مجرد إشاعة. لم يقع أي هجوم على منشآت إيران النووية». وجاء نفي إيران بعد أيام من تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تحدث عن مناورات كبيرة لقوات الجو الإسرائيلية استعدادا لضربة محتملة ضد إيران فيما يبدو. غير أن ناطقا عسكريا إسرائيليا قال «لم نعلم بأي حادث من هذا النوع في إيران», كما نفت ناطقة باسم الأسطول الخامس الأميركي في البحرين وقوع ضربة أميركية ضد إيران. وكان قائد الحرس الثوري الإيراني ، محمد علي الجعفري قد حذر من أن «العدو» إذا ارتكب «خطأ إستراتيجيا وهاجم إيران, فإن هذا البلد سيكون له رد قاس». والحرس الثوري -الذي يتبع مرشد الثورة رأسا- بمثابة قوات نخبة من 125 ألف جندي, بوحدات برية وبحرية وجوية, وهو يشرف على نظام الصواريخ المتطورة بما فيها «شهاب »3 الذي يبلغ مداه ألفي كيلومتر. وكان وزير النقل الإسرائيلي ، شاؤول موفاز، قد قال ، في وقت سابق من هذا الشهر ، إنه يبدو أن ضرب إيران بات أمرا «لا مفر منه» بالنظر إلى ما أسماه فشل العقوبات الأممية في منعها من الوصول إلى التقنية التي تمكنها من القنبلة الذرية. وحذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي ، الجمعة الماضية، من أن ضرب إيران قد يحول الشرق الأوسط إلى «كرة من نار», ويدفع هذا البلد إلى تسريع بناء أسلحة نووية. وتقول الولاياتالمتحدة وإسرائيل وبلدان غربية إن إيران تحضر لصناعة قنبلة نووية, وإن برنامجها ليس مدنيا كما تقول. وأول أمس فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران تستهدف بصورة خاصة بنك ملي, وهو أكبر المصارف التجارية الإيرانية، لكن إيران قالت اليوم إن العقوبات لن تثنيها عن الاستمرار في برنامجها النووي. واشتكت خارجية إيران «المقاربة غير الشرعية والتمييزية والمتناقضة للاتحاد الأوروبي في وقت يجري درس اقتراحات لتسوية الأزمة»», ونددت ب»سياسة العصا والجزرة», في إشارة إلى عرض حوافز معدلة قدمتها إليها الدول الست الكبرى مؤخرا عبر منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي. في نفس السياق، حذر وزير البنى التحتية الاسرائيلي ووزير الدفاع السابق، بنيامين بن أليعازر ، في حديث لصحيفة «»كوميرسانت»» الروسية ، نشرته أمس الأربعاء، من انه سيتم «»القضاء»» على ايران إذا ما فكرت في «»مهاجمة»» اسرائيل. وقال الوزير، الذي يعتبر من أحد صقور السياسة الخارجية الإسرائيلية، الذي يقوم بزيارة لروسيا ، «» فلتحاول طهران مهاجمة اسرائيل, وسيتم القضاء على ايران»». وأضاف «»نحن لا نخطط لأي هجوم على إيران»» ، وذلك ردا على سؤال حول المناورات العسكرية الإسرائيلية التي جرت مطلع يونيو الجاري في البحر الأبيض المتوسط. وأردف «»لكن لتجنب الكوارث, على العالم أن يتخذ إجراءات ملموسة قبل فوات الأوان»» ، داعيا الى فرض عقوبات على الشركات «»وخصوصا الأوروبية»» التي تتعامل مع إيران. وأشار بن أليعازر الى أنه لا يتحدث عن الشركات الروسية ، التي يتولى بعضها بناء أول محطة نووية إيرانية في بوشهر. وقال في هذا السياق أن «»الحوار بين السلطات الروسية والاسرائيلية ممتاز»» ، وأن «»روسيا تتفهم مشاكلنا وقلقنا»».