أصبح فريق «أ. زد ألكمار» بمدينة ألكمار الصغيرة شمال غرب هولندا هو النجم الصاعد لكرة القدم الهولندية في الوقت الحالي. ونجح ألكمار الذي حافظ على مكانه في دوري الدرجة الأولى بهولندا على مدار عقد مضى في الإطاحة بالفرسان الثلاثة لكرة القدم الهولندية أياكس أمستردام وفينورد روتردام وأيندهوفن من فوق عرش الكرة الهولندية. وتغلب ألكمار على فريق رودا 1 صفر مساء الأربعاء ليوسع الفارق الذي يفصل عن تفينتي أنشخيده أقرب منافسيه على صدارة جدول الدوري الهولندي في الموسم الحالي على تسع نقاط بينما يحتل أياكس المركز الثالث برصيد 11 نقطة ويأتي أيندهوفن رابعا برصيد 18 نقطة بينما يبتعد فينورد عن الصدارة بفارق 30 نقطة. وذكرت صحيفة «إيه دي شبورفيريلد» الهولندية على موقعها بالانترنت «التوازن التقليدي للقوى في الدوري الهولندي ينهار بشكل أكبر وأكبر». ومنذ بدء إقامة الدوري الهولندي بنظامه الحالي في 1956 لم يبتعد لقب البطولة عن الفرسان الثلاثة لكرة القدم الهولندية إلا ثلاث مرات فقط وكانت من نصيب فرق «دي أو إس أوتريخت» في عام 1958 و»دي دبليو إس أمستردام في 1964 و»إيه زد» في عام 1981 . ثم وصل «أ. زد» لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي في العام نفسه ولكن مستوى الفريق تدهور بشدة وتراجع كثيرا منذ ذلك الحين وحتى تولى رجل الأعمال ديرك تشيرينجا رئاسة النادي في عام 1993 . وكان تشيرينجا رجل أعمال من منطقة ألكمار على قدر كبير من النجاح كما أسس بنك «دي إس بي» الهولندي قبل أن يبدأ في استثمار ملايينه بهذا النادي الذي يعشقه ويشجعه. وكشفت مجلة هولندية متخصصة في كرة القدم عام 2006 أن تشيرينجا نجح في تحويل ديون النادي التي بلغت 67 مليون يورو (08ر86 مليون دولار) إلى أسهم بالنادي مما جعله فجأة المالك الجديد للنادي واستاده. وفي عام 1996 وبعد ثلاث سنوات فقط من توليه رئاسة النادي عاد ألكمار إلى دوري الدرجة الأولى بعد عقد كامل قضاه في دوري الدرجة الثانية. ولكن الفريق هبط للدرجة الثانية بعدها بعام واحد ثم عاد للدرجة الأولى في الموسم التالي ليظل في الدرجة الأولى حتى الآن. وفي عام 2004 نجح المدرب كو أدريانس في قيادة الفريق للعودة على المشاركات الأوروبية حيث وصل بالفريق إلى الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الأوروبي. وتولى المدرب الشهير لويس فان غال المدير الفني السابق للمنتخب الهولندي تدريب الفريق في عام 2005 وبدأ النادي في ضخ استثمارات هائلة في مجال التعاقد مع اللاعبين ومنهم البرازيلي الدولي الشاب أريكلينز دا سيلفا فيريرا واللاعب المغربي منير الحمداوي والبلجيكي سيباستيان بوكونولي والايطالي جراتساينو بيلي. وتعاقد ألكمار مع بيلي من فريق ليتشي الايطالي مقابل خمسة ملايين يورو وهو مبلغ قياسي في تاريخ صفقات النادي. ورغم ذلك قدم الفريق موسما مخيبا للآمال وتوقع الخبراء أن يأتي الموسم الحالي على نفس الوتيرة وأن ينال الفشل من الفريق أيضا. وتوقع الكثيرون أيضا ألا يظل فان جال في منصب المدير الفني للفريق حتى فترة الشتاء. ولكن الحظ حالف ألكمار في الموسم الحالي وسجل الحمداوي 17 هدفا حتى الآن وكان آخرها في شباك رودا خلال مباراة يوم الأربعاء المنصرم بينما حافظ سيرجيو روميرو حارس مرمى الفريق على شباكه دون أن تهتز على مدار 932 دقيقة حتى الآن ليقترب من الفترة القياسية التي ينجح فيها أي لاعب في الحفظ على شباكه نظيفة والتي تبلغ 1082 دقيقة وحققها هاينز ستوي حارس مرمى أياكس في موسم 1970 1971 . ولم تستقبل شباك روميرو أي هدف منذ تشرين ثان الماضي. وقال الحمداوي مساء الأربعاء «إنه أمر رائع بالنسبة لنا كمهاجمين أن نعرف أن بإمكاننا الاعتماد على دفاع قوي. سيرجيو روميرو رائع بالفعل» مضيفا أن الفريق لم يقدم أفضل مستوياته في المباراة أمام رودا. وقال الحمداوي: «يجب أن تفوز أيضا بالمباريات السيئة.. كان أمرا مهما بالنسبة لي أن أسجل رغم أنني لم ألعب جيدا في المباراة وهذا يمنحني الثقة». ويدين ألكمار أيضا ببعض الفضل في احتلاله صدارة جدول المسابقة على المشاكل التي يعاني منها الفرسان الثلاثة الكبار أياكس وأيندهوفن وفينورد. ويعاني أياكس كثيرا في محاولاته لاستعادة مستواه المتميز السابق رغم شراء العديد من اللاعبين الجدد في السنوات القليلة الماضية. ولم ينجح تعيين المدرب ماركو فان باستن مهاجم الفريق والمنتخب الهولندي سابقا والمدير الفني السابق للمنتخب مديرا فنيا لأياكس في تغيير أوضاع الفريق الذي فاز في الماضي بلقب البطولات الأوروبية الثلاث ولقب كأس العالم للأندية (كأس انتركونتننتال). ويبدو أن فينورد وأيندهوفن يعانيان من نفس المشكلة وهي افتقاد الروح والحافز المطلوب لصعودهما على القمة. ويسعى الفريقان إلى استعادة مستواهما من خلال تغيير المدربين حيث استقال هوب ستيفنز من تدريب أيندهوفن في 28 الماضي بعد سبعة شهور بينما لم يستمر يان فيربيك في تدريب فينورد أكثر من عام. وستكشف الشهور القليلة المقبلة عما إذا كان نجاح ألكمار مؤقتا أو أن الفرسان الثلاثة الكبار سيعترفون بوجود بطل جديد ينافسهم على عرش كرة القدم الهولندية. ويتمسك فان جال بالأمل والتفاؤل حيث قال «لا نشعر بأي ضغوط. ولم لا ؟ بإمكاننا أن نخسر ثلاث مباريات ونظل على القمة».