لم تنتظر الجزائر وقتا طويلا وردت بسرعة فائقة حول ما كانت وزارة الداخلية المغربية قد أعلنته قبل يومين فقط فيما يتعلق بتصدي كتيبة من الجيش المغربي لعصابة من مهربي المخدرات وقالت إنه تم تبادل إطلاق النار بين أفراد الكتيبة المغربية وعناصر العصابة الذين تبين انهم قدموا من تندوف الخاضعة للسيادة الجزائرية وأن بعضهم ينتمي الى جبهة البوليساريو الانفصالية. كان الرد الجزائري في الأول وبعد أقل من يوم واحد حيث شحذت عدة صحف جزائرية معروفة بارتباطها بالاجهزة الجزائرية خصوصا الاستخباراتية والعسكرية والأمنية سيوفها للرد على بلاغ وزارة الداخلية إذ اعتبرته مناورة من «المخزن المغربي» واعتاد المغاربة قياس مواقف الأجهزة المتحكمة في الأوضاع داخل القطر الجزائري عبر الاطلاع على ما تنشره هذه الجرائد من قبل «الشروق» «والخبر» و «الوطن» وغيرها كثير . الرد الثاني جاء بعد يومين فقط عن بلاغ وزارة الداخلية المغربية بصيغة مخالفة تبدو عملية هذه المرة، إذا قالت يومية «الشروق» أمس طبقا لمصادر أوضحت أنها مؤكدة، لكنها لم تكشف عن طويتها، مما يعني أن الأمر قد يتعلق بالمصادر التي تنطق باسمها، أن مصالح الدرك بولاية تلمسان تمكنت ليلة الثلاثاء الماضي من إحباط تهريب اكثر من 6 قناطير من الكيف المعالج في ثلاث عمليات متفرقة، أكبرها عملية الغزوات التي أسفرت عن حجز 565 كلغ من الحشيش التي قالت إنه مغربي، وأوضحت هذه اليومية في معرض الوقائع أن هذه المخدرات كانت قادمة من التراب المغربي. وبالعودة إلى تاريخ تبادل الكرة بين السلطات الأمنية المغربية والجزائرية فيما يتعلق بالمخدرات والأسلحة، إذ نتذكر في هذا الصدد مسارعة السلطات الأمنية الجزائرية إلى الإعلان عن كشف صيد اعتبرته ثمينا بالقاء القبض على عصابة تهرب المخدرات من المغرب الى الجزائر وتم تفكيك هذه الشبكة ببومرداس، حدث ذلك تزامنا مع تفكيك شبكة بليرج في المغرب وكان اسم الجزائر حاضرا بقوة في هذا الملف الثقيل، بالعودة الى هذا التجاذب يسهل الفهم والادراك أن السلطات الجزائرية ارجعت المصعد الذي أرسلته لها السلطات الأمنية المغربية ، وكان المصعد مملوءا هذه المرة أيضا.