نبهت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة المعروفة اختصاراً باليونيسكو إلى أن عدداً من اللهجات المغربية آخذة في الاندثار إن لم يكن بعضها قد اندثر فعلا. وأشارت المنظمة في إطار اهتمامها باللغات الآخذة في التواري والاندثار في العالم إلى أن عددا من اللهجات المغربية مهددة، وأصبحت تستعمل في إطار ضيق وبعضها الآخر اندثر نهائيا. وأشارت المنظمة في هذا الخصوص إلى لهجة أهل فكيك التي تتحدث في الجنوب الشرقي من المغرب، كما أضافت المنظمة أن الأطفال مازالوا يتحدثون هذه اللهجة لكنها وصفت وضعها بالهش وهي اللهجة التي يتحدث بها ما بين 20 و30 ألف من السكان. كما نبهت أيضا إلى لهجة بني يزناسن التي يتحدث بها بعض سكان شمال المغرب في الريف وهي اللهجة التي مازال يتحدث بها حسب اليونسكو قرابة 25 ألف مغربي. ومن بين اللهجات الآخذة في الاندثار أيضا اللهجة العربية العبرية إن صح التعبير والتي قل استعمالها بسبب تقلص عدد اليهود بالمغرب والذين لا يتعدون اليوم 3 آلاف مغربي وهذه ما زالت تستعمل في نواحي فاس من طرف حوالي 5 آلف مغربي ليس بالضرورة يهوديا. وتأتي أيضا اللهجة الاسبانية اليهودية التي كانت تتحدث في مدينة سبتة ومليلية المحتلتين. ومن اللهجات المهددة أيضا اللهجة الغمارية التي يتحدث بها سكان منطقة واد لاو وشمال شفشاون ومناطق مجاورة وكذلك اللهجة الأمازيغية التي يتحدث بها حوالي 1637 مغربي من سكان قصبة تادلة في وسط المغرب ونعتت المنطقة على ان الجهات المسؤولة أهملت هذه اللهجات وركزت اهتمامها على مكونات لغوية أخرى مما جعل هذه اللهجات المهددة بالاندثار تتقلص في مجموعات سكانية قليلة ولا يتم التواصل بها إلا داخليا في بعض الأحيان لا يتجاوز هذا التواصل المنازل. ومن دون شك فإن هذه الوضعية التي تمس في العمق الهوية المغربية لا تثير فقط انتباه المنظمات الدولية على غرار منظمة اليونسكو ولكنها أيضا تثير بعد الفاعلين في المجال اللغوي الاجتماعي. ومن شأن ناقوس الخطر الذي دقته منظمة اليونسكو في هذا الظرف أن يثير انتباه المسؤولين الى هذه الوضعية قصد تداركها والحفاظ على الموروث الثقافي والهوياتي للمغرب.