كان لإحداث إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم صدى طيبا عند الكثير من المستمعين نظرا لتوجهها الاعلامي الذي يهدف الى ترسيخ المنظور المتسامح للدين الاسلامي الذي دأب عليه المغاربة وكان حصنهم الحصين من كل آفات الغلو والتطرف. ويحمد الكثير من مداومي السمع إلى اذاعة محمدالسادس للقرآن الكريم ترسيخها للقراءة المغربية للقرآن الكريم عن طريق إدراج قراءات فقهائنا الأجلاء وعلى رأسهم المرحوم الحاج عبدالرحمان بن موسى وغيرهم من قراء كتاب الله العزيز المغاربة. وإذا كانت هذه الاذاعة قد دعمت شبكتها البرامجية بعدد من البرامج النافعة، فإن ما يسترعي الانتباه عند مستمعي الصباح هو ذلك البرنامج الخاص بالنصائح الطبية الذي يقدم كل صباح على أمواج هذه الاذاعة. ان برنامجا من هذا النوع ضروري، لكن ما يلاحظ على مواد هذا البرنامج أن معلوماته ضعيفة جدا وطريقة إلقائه هي أقرب الى الدروس التي يتلقاها تلاميذ القسم الاول من الابتدائي أو رياض الاطفال، هذا إضافة الى البعد الكامل لمقدمة البرنامج عن النفحة الدينية. اذ يبدو أن صاحبة البرنامج بعيدة كل البعد عن هذا الذي يزاوج بين النصيحة الطبية العالمة وتقديمها بطريقة أقرب الى عقول الناس، إذ يحمل التقديم الذي يعطي الانطباع أنه متوجه الى الاطفال الصغار وبين النصيحة العلمية الدينية حيث يظهر ان معارف صاحبة البرنامج في هذا المجال ضعيفة جدا. ناهيك عن النصائح الطبية المقدمة التي لاتوضح بالشكل الكافي اذ تطلب من الناس على سبيل المثال توفر الفيتمينات والبروتينات في الاطعمة دون أن تشير الى الاطعمة التي تتوفر على هذه المواد. هذا دون أن ننسى أنها تذكر مواد ليست في متناول الطبقات الفقيرة، اذ يبدو أن السيدة الطبيبة تتكلم من موقع انتمائها الطبقي الذي يستطيع توفير المواد التي يبدو لها أن في متناول كافة الناس. فهل هذا هو إعلام القرب؟