أزيلال: هشام أحرار ربما كلمة معاناة بلا حدود، لاتعبر عن حجم الألم والشقاء والحسرة التي تجرعتها هذه المرأة التي لاذنب لها إلا أنها وثقت في زوج سلمته زمام أمرها ليكون سندها وملاذها، وفي ذلك لم تكن غرة ولا ساذجة لأن منطق الأشياء يقتضي أن نثق في من تربطنا به قدسية الحياة الزوجية.. هذا الرباط الذي هو المودة والرحمة والثقة فالله سبحانه وتعالى قال في الآية 186 من سورة البقرة: «هن لباس لكم وانتم لباس لهن»، هذا اللبوس الذي يزداد حبكة وقوة بالعشرة الطويلة وانجاب الأطفال، أي تكوين أسرة لاتنشد في الحياة إلا الأمن والأمان النفسي والعاطفي بعد اللقمة. وبهذا التعامل المنطقي والطبيعي وقعت حادة بودلال امرأة وأم وزوجة من أزيلال تفويضا لحياتها إلى زوجها عزيز محمد منذ سنة 1981.. الزوج جندي بالصحراء المغربية وربما هي سخرية القدر أن تناط بهذا الزوج مهمة الذود عن وطن بأكمله وهو غير حامي لأسرة تعهد يوما بتحمل مسؤوليتها وحمايتها ولكنه تخلى عنها وترك زوجة وأطفال ينهشهم الجوع والضياع وكل ضروب المعاناة في زمن شرس لم يسلم من جبروته حتى الأقوياء؛ فكيف يصمد فيه أطفال أبرياء وأم وزوجة ينطبق عليها المثل الشعبي للمرأة خرجتان إلى بيت زوجها وإلى القبر. كيف بدأت المعاناة تقول الزوجة حادة بودلال 43 سنة: كانت الأيام الأولى للزواج عادية حيث استقرت مع زوجها بمدينة واوزيغت؛ وكأي زيجة كانت هناك سحب عابرة وكان هناك صفاء، وفي هذا الجو جاء الأطفال الأربعة.. جمال ثم رجاء وجاء بعدهما محسن وإلهام. واستمرت الحياة هادئة بين الزوجين إلى أن قرر الزوج عزيز محمد الانتقال إلى مدينة أزيلال وطبعا وافقت الزوجة، بل رضخت للأمر فهي لاتملك سلطة الرفض أو الاعتراض فأمرها بيد زوجها هو معيلها وهو المسؤول عن الأسرة وله في ذلك القرار الأول والأخير. تقول حادة: تم انتقال الأسرة جزئيا إلى مدينة أزيلال على أن يعود الزوج بمفرده لإتمام اجراءات الترحيل ونقل الأثاث.. لكن غيابه طال واستنفدت الأسرة كل مدخراتها في انتظار عودة الأب الذي وصل إلى علم زوجته في دوامة البحث عنه وتقصي أخباره أنه أخلى بيت الزوجية بواوزيغت وباع الأثاث وغادر إلى وجهة غير معروفة العنوان بمدينة بني ملال من غير أثر ولا خبر.. وبعد طول الغياب اضطرت حادة الى طرق كل أبواب الرزق، مرة خادمة في البيوت، أو بائعة متجولة وأحيانا تتسول بعد أن تفقد كل وسيلة للعمل الشريف. آخر الدواء الكي.. بعد أن طال انتظار الزوجة حادة لعودة زوج خرج ولم يعد.. وبعد أن أنهك نفسيتها الجحود وانهكت قواها الخدمة في البيوت والتشرد في الشوارع تلقت أكثر من نصيحة بطرق باب المحاكم لاستصدار حكم بنفقتها ونفقة أطفالها. كانت وجهة حادة بودلال المحكمة الإبتدائية بأزيلال، هناك حيث حطت الرحال لتوصل إلى القضاء فصول ملف نفقة انتهت مختلف مراحله بالحكم لها بنفقة شهرية وقدرها 180 درهم، و160 درهم لكل واحد من الأطفال الأربعة تقتطع من راتب الأب الذي يعمل عريف أول بالجندية.. إضافة إلى واجب الأعياد والمناسبات الذي حددته المحكمة في 1000 درهم سنويا على أن يدخل تنفيذ هذا الحكم حيز التطبيق ابتداء في 6/4/99 مشمولا بالنفاذ المعجل وتحميل المدعي صوائر الدعوى. وعليه، قام المفوض القضائي لدى محاكم الرباط ملف عدد 07/5462 بكل الإجراءات لتنفيذ هذا الطلب موجه إلى المحكمة الابتدائية بأزيلال، لكن اتضح أن الحكم لا يتضمن قرار الحجز لدى الغير والمصادقة عليه لدى الصندوق المغربي للتقاعد حسب الإرسالية الواردة على الصندوق المغربي للتقاعد بتاريخ 15 يناير 2004 الذي يتضمن المعاش العسكري للتقاعد رقم 561155 وهو المنفذ المخول لفائدة السيد محمد أعزيز لموافاة المدعية للحصول على أمر قضائي بأمر قضائي بالحجز ما للمدين لدى الغير صادر عن رئيس المحكمة الابتدائية ولهذا يبقى المعاش المذكور في خبر كان مع الحق في ا لنفقة.