قال مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالداخلة، إن تخليد الذكرى ال37 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، يجسد استمرار مسيرة الكفاح الوطني من أجل التحرير والوحدة، مسيرة البناء والنماء وتحدي التنمية الشاملة. وأكد الكثيري في كلمة خلال مهرجان خطابي، الذي حضره على الخصوص والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب، لامين بنعمر، وشخصيات عسكرية ومدنية ورؤساء المجالس المنتخبة، أن هذه الذكرى تعد "منارة وضاءة ومحطة تاريخية مشرقة يعتز بها الشعب المغربي قاطبة من طنجة إلى الكويرة في تعبئة شاملة وتجند تام وحماس كبير احتفاء بقيمها الوحدوية ودلالاتها الوطنية الكبرى وما تجسده من معاني وعظات عميقة في التمسك بالمقومات الأصيلة والثوابت الخالدة والاعتزاز بالانتماء الوطني والذود عن حمى الوطن وحياضه". وأوضح المندوب السامي أن يوم 14 غشت 1979 يشكل فصلا من فصول ملاحم العرش والشعب من أجل استكمال الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية بعد عقود من احتلال الأقاليم الجنوبية من طرف الاستعمار الاسباني، بدءا من طرفاية سنة 1958 ثم سيدي افني سنة 1969 فأقاليم العيون وبوجدور والسمارة سنة 1975 بفضل معجزة القرن المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعها الملك الحسن الثاني. وأبرز المندوب السامي أن الإرادة الملكية الراسخة في أن تتبوأ الأقاليم الصحراوية المكانة التي تستجيب لتطلعات ساكنتها تجد صداها في المشاريع القطاعية والمشاريع المهيكلة وفي التصور النوعي الذي جاء به النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم؛ الذي أغنته المقاربة التنموية التشاركية التي اعتمدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من أجل إطلاق دينامية قوية وحقيقية للتنمية بهذه الأقاليم . ونحن نخلد هذه الذكرى، يقول الكثيري، نستحضر بإجلال وإكبار ما تختزنه من دروس وعبر طافحة بالمثل والقيم التي ما أحوج الناشئة والأجيال الجديدة إلى أن تغترف من معينها الفياض وتنهل من ينابيعها المتدفقة والاهتداء بأقباسها وأنوارها للانخراط والانغمار في مسلسل الجهاد الأكبر والمشاركة في إذكاء إشعاع المغرب الحضاري وتأهيله لمواجهة التحديات وكسب رهان التنمية الشاملة والمستدامة والتنمية البشرية، وإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديموقراطي الذي يقوده ويرعاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله بحكمة وتبصر وبعد نظر. وأكد الكثيري أنه وبهذه المناسبة، وفي اطار العناية الملكية بأسرة المقاومة وجيش التحرير، فقد تفضل الملك محمد السادس بهذه المناسبة الغالية بأن أنعم على صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأوسمة ملكية وعددهم 56، منهم 55 بوسام المكافئة الوطنية من درجة ضابط وواحد بوسام المكافئة الوطنية من درجة قائد. من جهته، أكد الخطاط ينجا رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، أنه ونظرا لأهمية هذا اليوم التاريخي ودوره في استكمال الوحدة الترابية للمملكة وجمع الشمل وتحقيق الأمن والاستقرار بهذه المنطقة، فقد كان بداية إعلان عن مسيرة تنموية جديدة، عرف فيها هذا الإقليم و من خلاله جهة الداخلة وادي الذهب و في ظرف وجيز قفزة نوعية. وفي هذا الصدد، أوضح ينجا أنه تم إيلاء عناية خاصة لتطوير مؤهلات العنصر البشري ولتشييد البنيات التحية و التجهيزات الأساسية من المدارس التعليمية و المستشفيات والمراكز الصحية وبناء المطارات و الموانئ و الطرق، ومد قنوات الصرف الصحي و إيصال الكهرباء و الماء الشروب للساكنة. وأبرز ينجا أن تخليد هذه الذكرى يأتي في ظل دينامية تنموية كبيرة تعرفها مختلف جهات المغرب، وخاصة أقاليمه الجنوبية، من خلال النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس في نونبر الماضي خلال زيارته لمدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.