اضطرت قوات الأمن العمومي لإطلاق الرصاص في الهواء من أجل تخويف بعض نزلاء إصلاحية عين السبع بعكاشة مساء أول أمس الخميس. وحسب مصادر من عين المكان فقد اندلع حريق في إحدى الأجنحة وتسرب الدخان إلى الخارج، الأمر الذي استدعى حضور رجال الوقاية المدنية من أجل إخماد النيران، ليتبين بأن هناك عددا من النزلاء تمردوا داخل السجن وعزموا اللجوء إلى الفرار. وأضافت المصادر، بأن إدارة السجن طلبت تعزيزات أمنية، وبالفعل حضر عدد من المسؤولين الأمنيين بالدار البيضاء، الذين تابعوا الحدث عن كتب كما حضرت النيابة العامة. وتم اتخاذ جميع الاحتياطات اللاّزمة بمحيط المركب السجين خاصة بعد توافد عدد كبير من عائلات النزلاء الذين حجوا بسرعة فائقة إلى عين المكان لمتابعة الأحداث، سيما وأنهم توصلوا بمعلومات عن حريق بسجن عكاشة. نفس المصادر سمعت دوي الرصاص، دون أن يخلف مصابين في حين تم نقل حوالي 8 أشخاص إلى المستشفى بعد تعرضهم للاختناق. وتجدر الإشارة إلى أن عددا كبيرا من شاحنات الوقاية المدنية حلت بعين المكان ورابطت بالباب الرئيسي للسجن، فيما تربصت سيارات رجال الأمن وقوات التدخل السريع ورجال القوات المساعدة الذين انتشروا بمحيط المؤسسة السجنية. وتشير ذات المصادر، إلى أن الحريق الذي شب بالمركز حوالي السابعة والنصف مساء، تسبب في اختناق عدد من النزلاء، مما تطلب نقلهم إلى مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي لتلقي العلاجات الضرورية. وتم بعين المكان، معاينة أعمدة دخان تتصاعد من داخل المركز. وقد تم فتح تحقيق من طرف مندوبية إدارة السجون والشرطة القضائية لتحديد أسباب ومسببات هذا التمرد. من جهتها، أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن المركز المذكور عرف أحداث شغب وتمرد من طرف نزلائه. مضيفة في بلاغ تلقت "العلم" نسخة منه، أنه اتضح من خلال المعطيات الميدانية الأولية، أن هذه الأحداث تمت وفق مخطط مدروس وضعه ونفذه متزعمو هذه الحركة، إذ عمدوا إلى إحراق بعض الأفرشة من أجل إحداث دخان، والعمل على دفع الموظفين إلى التدخل، وذلك بهدف مهاجمتهم والخروج إلى خارج المعقل. كما حاول النزلاء وفق البلاغ، فتح الباب الخشبي لمكان إيداع الأسلحة إلا أنهم فشلوا في الوصول إليها بعد أن لم يستطيعوا كسر الشبكة الحديدية للباب. وبعد خروجهم إلى خارج المعقل، قام هؤلاء السجناء بإضرام النار وتكسير حافلة لنقل السجناء، ورشق بعض الموظفين الذين أصيبوا بجروح خفيفة.