ما الذي حدث في شاطئ "الصابليط" قريبا من المحمدية؟ الأخبار المشتتة هنا وهناك تقول إن مجموعة من الأشخاص الملثمين هاجموا المصطافين هناك، وكانوا مدججين بالسيوف والأسلحة البيضاء وفاجأوا المصطافين الذين كانوا يعتقدون أنهم يقضون أوقاتا ممتعة بحدة العنف، وتضيف هذه الأخبار أن فردا من هذه المجموعة احتجز سيدة في المياه وهدد بقتلها لإرغام المواطنين الذين تصدوا لهذا الهجوم على التراجع وفسح المجال أمامه للفرار بجلده. لهذا الحدث أهمية خاصة واستثنائية، فالواضح أن الهدف من الهجوم لم يكن يقتصر على السرقة، ولا على استعراض العضلات لأشخاص كانوا ضحية تناول مخدرات صلبة وقوية، والحادث قريب جدا من فكر "النهي عن المنكر باليد". المصادر الرسمية لم تفدنا بشيء في هذا الشأن، واكتفت بالتدخل المتأخر وفتح التحقيقات ولذلك زادت الأمور تعقيدا وفسحت المجال أمام الإشاعات والتأويلات والاجتهادات. تحليلات الشارع العام ذهبت إلى القول بأن الأمر يتعلق بمجموعة من المتشددين الحاملين للفكر الجهادي المنحرف تصدوا "للمنكر الممارس في الشاطئ" ولم يكن هذا المنكر غير استجمام الناس بصفة مختلطة، وأنهم حشدوا أعدادا هائلة من "الجهاديين تجاوز الثلاثين شخصا" لتنفيذ أوامر "الأمير". نستحضر في هذا الصدد أن المناطق المجاورة لمدينة المحمدية اشتهرت في العديد من الملفات القضائية المتعلقة بالإرهاب بأنها تعتبر المواقع المفضلة للقيام بتدريبات المتشددون بعيدا عن أعين أجهزة الأمن والمخابرات. ولنا أن نربط ما حدث في الشاطىء بهذا المعطى. إذا كان هذا التحليل صائبا والمعطيات المتعلقة به صحيحة فاسمحوا لنا بالقول إن ما حدث يتجاوز كل الخطورة المحتملة، فالمتشددين خرجوا إلى العلن لتطبيق شريعة الله كما يفهمونها هم، وخرجوا إلى العموم لفرض قراءتهم لعلاقة الفرد بخالقه.