لا يزال غياب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي يثير جدلا وسخرية في تونس ضمن حملة "وينو الرئيس" (أين الرئيس). وأشارت صفحة على موقع فيسبوك تنسب نفسها ل"حراك تونس الإرادة"، حزب الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إلى أن صحيفة "ألين جوليس" السويسرية، نقلت عن مصادر طبية تأكيدها "وفاة" الرئيس التونسي في مصحة سويسرية في ظل تكتم السلطات التونسية على هذا الأمر. وسبق للصحيفة نفسها أن أشارت عام 2015 إلى وفاة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، قبل أن تفنّد السلطات الجزائرية هذا الأمر. ولتفنيد ذلك نشرت يوم الاثنين الماضي، صفحة الرئاسة التونسية على فيسبوك مقطع فيديو للرئيس التونسي خلال لقائه برئيس منظمة الأعراف وداد بوشماوي. وقال السبسي إن المشهد السياسي في تونس يتصف بالتلوّث مشددا على أن البلاد لم تصل إلى هذه الحالة من التدهور الأخلاقي والسياسي منذ الاستقلال إلى الآن، وذلك في إشارة إلى الإشاعات التي تم ترويجها حول سفره للعلاج ووفاته. وقال في رده على معايدة بوشماوي له ''سامحوني.. مازلت حيا''. وشدد السبسي أن مروجي هذه الإشاعات لا يعرفون تداعيات هذا الأمر على الأمن وتأثيره على صورة تونس في الخارج. ويتهم أنصار السبسي صفحات محسوبة على أنصار الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي بالوقوف وراء الحملة. في هذا السياق، أصدر "حراك تونس الإرادة" بيانا حذّر فيه من استغلال اسم الحزب في نشر أي إشاعة، فيما اعتبر أمين عام الحزب عدنان منصر هذا الأمر بأنه "سلوك غير أخلاقي". من جانبهم رد أنصار السبسي بحملة "بجبوج يا ممرضهم". واعتبر معلقون أن الحملة أشبه ب"تجديد التفويض" للسبسي عندما كان في ذروة شعبيته قبل وإبان الحملة الانتخابية. وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد غاب عن مراسم أداء صلاة العيد، التي جرت العادة أن تجمع رموز الدولة في جامع الإمام مالك بن أنس في قرطاج. كما أنه لم يوجه كلمة تهنئة للشعب التونسي، تُذاع على القناة الحكومية، كما جرت العادة سنويا منذ عقود، وهو ما فتح الباب أمام التأويلات. واستعمل المتفاعلون مع هذه الحملة صورا كاريكاتيرية تظهر الرئيس التونسي نائما، في حين أعاد آخرون إنتاج أغان شعبية معروفة مع التصرف في بعض كلماتها. على غرار "عندي عامين لا ريت (لم أر) الباجي ولا الجماعة". وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد غاب أيضا عن صلاة العيد هذا العام، بسبب وضعه الصحي. وتفاعلا مع هذه الحملة، نشر الكوميدي التونسي لطفي العبدلي فيديو على حسابه في إنستغرام، داعيا فيه الشعب التونسي إلى البحث عن الرئيس الذي لم يعايد شعبه هذه السنة. وأضاف بلهجة عامية ساخرة "نرجو ممن يجد أثرا للباجي أن يأتي به إلينا، في النهاية هو رئيسنا وهو محسوب علينا".