سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفريق الاستقلالي ينبه للوضعية الخطيرة للبادية وبنكيران يبرر: رفض قاطع لاستغلال البوادي في الانتخابات واللحظة حاسمة للمصالحة «بانضي العروبية» ينضاف إلى لائحة العفاريت والتماسيح
دعا الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين إلى القطع مع استغلال الوسط القروي في المحطات الانتخابية واتخاذه مطية للمصالح الذاتية. وجاء هذا الخطاب الواقعي والمباشر على لسان رئيس الفريق الاستقلالي عبد السلام اللبار حيث قال: «لا نريد أن نترك القرى والبوادي خزانا للانتخابات وتستغل البادية المغربية في الاستحقاقات»، وذلك خلال الجلسة الشهرية حول السياسات العمومية المنعقدة يوم الثلاثاء الماضي. ونبه عبد السلام اللبار إلى أن البادية اليوم تحتاج إلى الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وطرق وماء، واصفا الوضعية الراهنة بالكارثية، الأمر الذي يتطلب من الحكومة التفاتة خاصة واهتماما أعمق لرفع معنويات سكان البوادي وإنقاذ هذا الوسط من الموت الذي يهدد النساء الحوامل والأمية التي تستشري بين أفراد الساكنة، وشح الموارد الذي يعمقه شح الأمطار. ديون ومعاناة وسجل رئيس الفريق أن هذه اللحظة فارقة ومفصلية في حياة البادية المغربية لعدة اعتبارات منها تخبط الفلاحين في ديون وقروض تجثم على صدورهم، وتثقل من حجم المعاناة والبؤس جراء موسم فلاحي شاء الله أن يكون عجفًا. ودعا في هذا الإطار رئيس الحكومة إلى إبداع حلول واقعية تتجه نحو تمديد أجل استرداد القروض وتخفيفها خاصة بالنسبة للفلاحين الصغار والمتوسطين. وتساءل في الوقت نفسه عن التراجع في شق المسالك والطرق والتي انكمشت من 1500 كلم إلى 600 كلم، وتردي الوضع الصحي، والتلاعب في مبادرة إنقاذ الماشية حيث كان الفلاحون في بعض المناطق ضحية سماسرة الأعلاف، فضلا عن استمرار ظاهرة الهجرة القروية نحو المدن، والتي حدد ضمن أسبابها الفقر الذي يطبق على فئات واسعة من سكان البوادي. «بانضي» العروبية وتفاعل رئيس الحكومة إيجابيا مع واقعية الطرح الاستقلالي ومضامينه الموضوعية مؤكدا ضرورة احترام إرادة الناخب في القرى، والسهر على مصالح السكان بعيدا عن المصالح الذاتية، وأشار في سياق التجاذب خلال هذه الجلسة حول المدينة والبادية ومالهما وما عليهما «شحال من بانضي جا من البادية، طحن البادية والمدينة»، لينضاف إلى التماسيح والعفاريت. إلى ذلك نوه بنكيران بوجاهة الاقتراح الاستقلالي المتعلق بالانكباب على مديونية الفلاحين ومعالجتها في اتجاه التخفيف عليهم استعدادا للموسم المقبل، ليقدم بعد ذلك حصيلة المنجزات في الوسط القروي من قبيل الربط بشبكة الكهرباء الذي بلغ 99 في المائة وإحداث مؤسسات تعليمية جديدة ومدارس جماعاتية، وفتح 87 مؤسسة صحية وتخصيص 1600 منصب لمهنيي الصحة بهذا الوسط، ومساهمة المخطط الأخضر في رفع الدخل الفلاحي الفردي بمعدل 48 في المائة. من جانبه ركز حسن سليغوة باسم الفريق الاستقلالي دائما على جانب الحكامة في تدبير قضايا القرية مؤكدا أن الحكامة الجهوية رهان ورافعة أساسية لتحقيق التوازن المجالي المطلوب، وقد أبرزها البرنامج الحكومي في مضمونه من خلال تنصيصه على مشاريع وبرامج مندمجة ومقاربة تشاركية وتعاقدية تستحضر أهمية الاستجابة للحاجيات والمتطلبات المعلنة في الوسط القروي. سلبيات تغذي التوتر أما عبد اللطيف أبدوح فقد أشار في السياق ذاته إلى أن تنمية العالم القروي من محددات النمو الاقتصادي الجهوي والوطني، وبالتالي فإن المصالحة مع الوسط القروي أضحى ضرورة ملحة تستدعي أن تضعها الحكومة كأولوية، من خلال القطع مع سياسة تعطيل محركات تنمية العالم القروي، والمفضية إلى تعميق الهجرة القروية وتمركز الأنشطة الاقتصادية في الشريط الساحلي، بيد أن المعطيات تؤكد أن نسبة واسعة من الساكنة النشيطة توجد في هذا الوسط، لكن المفارقة أن 70 في المائة من الفقراء يعيشون بالبوادي، والعمالة غير المؤدى عنها توجد في البوادي أيضا، فضلا عن معضلتي الأمية وتدني الخدمات الصحية، وتراجع الدخل الفردي وضعف الولوج إلى المدرسة. وأكد أن هذه المعطيات السلبية جدا تغذي التوتر والاستياء والذي من انعكاساته المباشرة تقلص نسبة ساكنة البادية مقارنة مع الحاضرة وما يتبع ذلك من توالد السكن غير اللائق واللااستقرار الاجتماعي، وهي مظاهر حسب تعبيره لا تتساكن مع مقاصد ورش الجهوية والتوازن المجالي المفتقد . وعبر عبد اللطيف أبدوح عن الرفض القاطع لاستغلال العالم القروي خلال لحظات الصراع السياسي الضيق الذي يرهن مصالح البادية. سياسة «العام زين» وأقر بنكيران أنه لا يأتي إلى البرلمان من أجل الترويج للعام زين، بل لتحليل الوضعية والتحاور مع أعضاء البرلمان كمصدر للمعلومة لارتباطهم الميداني بالسكان، ونفى خطاب العدمية وحجب الإصلاحات عن الواقع، لكن الحقيقة أنه لم تتم مواجهة المشاكل في البوادي بالشكل المطلوب وفي الوقت المطلوب بسبب ما طغى على المشهد السياسي من تنازع على اختصاصات الدولة والمنافسة عليها بشكل عنيف. واعترف بوجود مشاكل في التعليم والصحة وفي البوادي، ووجود مشكل الالتقائية وتعدد المتدخلين ما يؤثر على البرامج. وسجل أن عامل الاستقرار السياسي يجب أن يليه التفاهم لتجاوز المعيقات في البادية والمضي نحو البناء والتنمية.