منظمة فتيات الانبعاث منذ مؤتمرها التأسيسي سنة 1957 وهي تحاول جاهدة جعل في صلب البناء الديمقراطي لبلادنا، وهو الأمر الذي يتأكد اليوم مع انبعاث جيل جديد من الفتيات الاستقلاليات اللواتي يعملن على صناعة صفحة جديدة من صفحات نضال وكفاح هذه المنظمة من خلال العديد من البرامج الوطنية والجهوية والمحلية والأنشطة المختلفة كان أخرها برنامج "قضيتي". "قضيتي" هي توجه يرمي إلى خلق وعي جماعي لدى الفتيات المغربيات من أجل الترافع والدفاع عن قضاياهن برغبة مشتركة وكبيرة لتأسيس نقاش عمومي حول هذه الفئة التي يعول عليها في المستقبل القريب على تحمل المسؤولية في تدبير الشأن العام وتثبيت السلوك الديمقراطي داخل مجتمعنا وعلى زرع القيم الإنسانية النبيلة وعلى تربية أجيال الغد تربية سليمة. وهي في العمق دعوة مباشرة لكل الفتيات المغربيات من اجل الترافع والدفاع عن قضايا بعضهن ولفت الانتباه إلى كل الخروقات والاكراهات التي تعيق رغبتهن في تحقيق أحلامهن المتعلقة ببناء مغرب يحترم حقوق الإنسان ويعتني بفتياته ونسائه بالشكل الذي كرمها به ديننا الإسلامي الحنيف. قضيتي برنامج سافر عبر 5 محطات ابتداء من القنيطرة ثم فاس ثم الدارالبيضاء ثم أسفي وختاما بتنجداد إلى جميع جهات المملكة حيث مكن الفتيات المنتميات لجميع الأقاليم من المشاركة في صناعة توهج البرنامج ومن خلاله منظمة فتيات الانبعاث، قبل ان يحط الرحال في مدينة الرباط مع المسابقة النهائية في الترافع من اجل قضايا الفتاة المغربية التي شاركت فيها المتأهلات عن الاقصائيات الجهوية. حيث أعطت منظمة فتيات الانبعاث الانطلاقة الرسمية للمسابقات الجهوية في الترافع من أجل قضايا الفتاة المندرجة في إطار برنامج قضيتي يوم 02 يناير 2016 بمدينة القنيطرة حيث عرفت هذه الدورة مشاركة مناضلات المنظمة المنتميات لأقاليم جهتي الرباطسلاالقنيطرة وطنجة تطوانالحسيمة. اذ مرت المسابقة في أجواء متميزة وحماسية عرفت تنافسا فكريا قويا بين الاخوات المشاركات في الترافع حول مجمل المواضيع التي تم اقتراحها والمتعلقة كلها بالفتاة المغربية كالمناصفة في الدستور وانتشار تناول المخدرات في أوساط هذه الفئة...وتفاعل الجمهور بشكل منقطع النظير مع كل المرافعات التي أبانت على أن المنظمة تسير على الطريق الصحيح وان مستقبلها لا خوف عليه. فبعد النجاح الكبير الذي عرفته الدورة الأولى من البرنامج ، عرفت مدينة فاس تنظيم الدورة الثانية وذلك يوم السبت 16 يناير بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بمشاركة الأقاليم المنتمية لجهتي فاسمكناس والشرق، وحملت هذه الدورة مسمى "الأستاذة المتدربة" تضامنا مع هذه الفئة من بنات الوطن ومن خلالهن مع كافة الأساتذة المتدربين الذين تعرضوا خلال الفترة الأخيرة لكل أشكال الضرب والتجريح. وقد حضر هذه الدورة ثلة من الشخصيات الوازنة على رأسهم القيادي البارز الدكتور عبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية للحزب والنائب البرلماني والسيدة فاطمة طارق النائبة البرلمانية عضو المكتب التنفيذي لمنظمة المرأة الاستقلالية والدكتور علال العمراوي عضو اللجنة المركزية للحزب ومفتشة ومفتشي الحزب بالجهتين وبعض المستشارات والمستشارين الجماعيين وعدد مهم من الأخوات والإخوة أعضاء المكتب التنفيذي واللجنة المركزية والمجلس الوطني للشبيبة الاستقلالية وعدد مهم من الأخوات والإخوة في قيادة تنظيمات الحزب. وما لفت الانتباه أن هذه الدورة عرفت إلى جانب الأجواء الحماسية التي رافقت جل أطوار المسابقة والتفاعل الاستثنائي للحضور مع المشاركات، مفاجئات نضالية رمزية مع الأستاذة والأستاذ المتدربين، حيث رفعت شعارات مكتوبة منددة بما تعرضت له مؤخرا هذه الفئة من بنات وأبناء الوطن من عنف وتهميش وإقصاء كما تم توزيع شارات حمراء على كل الحضور بالإضافة للمفاجئة الكبرى المتمثلة في ارتداء كل المشاركات أثناء مرورهن أمام لجنة التحكيم والجمهور للوزرة البيضاء في تعبير صريح على أن كل فتيات الانبعاث هن أستاذات متدربات. كما احتضن مركب الميراج بالعاصمة الاقتصادية للمملكة الدورة الثالثة للمسابقة وذلك يوم السبت 30 يناير 2016 بحضور عدد مهم من مناضلات ومناضلي حزب الاستقلال وتنظيماته وكذا ممثلي جمعيات المجتمع المدني بالمدينة. وكما هي العادة فقد تم تنظيم ورشة تكوينية لفائدة المشاركات من مختلف الأقاليم المنتمية لجهة الدارالبيضاءسطات لتعريفهن بالبرنامج وبطرق وأليات الترافع وبقانون المسابقة. وبعد التعرف على الترتيب النهائي لهذه الدورة تم توزيع الجوائز على الفائزتين بالرتبتين الأولى والثانية وشواهد المشاركة على جميع المشاركات وتم كذلك توزيع شواهد الشكر والامتنان للسادة أعضاء لجنة تحكيم هذه الدورة. كما تشرفت مدينة اسفي بدورها يوم السبت 13 فبراير 2016 باستضافة الدورة الرابعة من المسابقة جهتي مراكش أسفي وسوس ماسة في الترافع حول قضايا الفتاة والمندرجة في إطار البرنامج الوطني"قضيتي" الذي تشرف عليه منظمة فتيات الانبعاث وذلك بفندق الرياض. وبعد احتساب نقط لجنة التحكيم مع انتهاء ترافع جميع المشاركات خلال الدور الأول تأهلت إلى الدور الثاني كل من وردية الفاغور من تارودانت وفوزية ختران من أسفي وتورية الهلالي من شيشاوة وبشرى سلوان من تزنيت لتفوز في نهاية المسابقة ممثلة مدينة أسفي بعد حصولها على ثقة لجنة التحكيم والجمهور حيث ستمثل الجهتين في المسابقة النهائية التي ستقام بمدينة الرباط بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة فيما ألت الرتبة الثانية لممثلة مدينة تارودانت. وعلى غرار الدورات السابقة عرفت هذه الدورة تنافسا قويا بين الفتيات في الترافع حيث كانت النقط متقاربة بين المشاركات سواء خلال الدور الأول أو الثاني، وبالتالي فالبرنامج يسير على النحو السليم في تحقيق أهدافه من خلال تحفيز الفتيات الراغبات في المشاركة على المزيد من الاجتهاد العلمي والفكري ومتابعة المستجدات المتعلقة بمواضيع الفتاة بشكل عام. واستكمالا للاقصائيات الجهوية في الترافع من أجل قضايا الفتاة المغربية، نظمت منظمة فتيات الانبعاث الدورة الخامسة من برنامج قضيتي بمدينة تنجداد يوم السبت 19 مارس 2016 بقاعة الاجتماعات بجماعة فركلة العليا تنجداد، حيث شاركت في هذه الدورة ممثلات الأقاليم المنتمية لجهتي درعة تافيلالت وبني ملال خنيفرة. وانطلقت هذه الدورة على إيقاعات النشيد الوطني المغربي وأغنية المسيرة الخضراء في رد عفوي من الحضور الذي تابع هذه الدورة على التصريحات المعادية للوحدة الترابية للمملكة التي أدلى بها بان كي مون مؤخرا، وهو الأمر الذي أكدته الأستاذة إنصاف الشراط الكاتبة العامة لمنظمة فتيات الانبعاث ومديرة برنامج قضيتي في كلمتها الافتتاحية، حيث أعلنت عن رفض المنظمة لهذه التصريحات ولهذه السلوكات الغير مسؤولة كما حيت بالمناسبة المغاربة على تلبيتهم لنداء الوطن من خلال مشاركتهم المكثفة في مسيرة الرباط وتابعت قولها في نفس السياق بأن مسيرة العيون التي قادها أخواتنا وإخواننا بالأقاليم الجنوبية كانت بمثابة الضربة القاضية التي أربكت حسابات الخصوم. وكما هو معلوم فان لكل بداية نهاية فقد احتضن المركز العام لحزب الاستقلال بالرباط يوم الخميس 07 أبريل 2016 على الساعة الرابعة بعد الزوال المسابقة النهائية للترافع حول قضايا الفتاة المندرجة في إطار البرنامج الوطني "قضيتي" الذي نظمته منظمة فتيات الانبعاث في إطار احتفال منظمة الشبيبة الاستقلالية بالذكرى الستين لتأسيسها. وتميز هذا الحفل البهيج بحضور قيادة حزب الاستقلال في شخص الدكتور عبد القادر الكيحل والأستاذ لحسن فلاح عضوي اللجنة التنفيذية للحزب والأستاذة مونية غلام عضو اللجنة التنفيذية للحزب ورئيسة المجلس المركزي للمنظمة وكذا عدد مهم من رؤساء تنظيمات وروابط الحزب وأعضاء مكاتبها الوطنية بالإضافة لمناضلي ومناضلات المنظمة والشبيبة والحزب من مختلف أقاليم المملكة. وقبل انطلاق هذا النهائي الذي أشرف على تنشيطه الصحفي المتألق عمر الشرقاوي قدمت الأخت إنصاف الشراط الكاتبة العامة للمنظمة ومديرة البرنامج نبذة عن مسار البرنامج وعن الإحصائيات المرتبطة به وكذا طبيعة المسابقة النهائية، كما أكدت على أن حصيلة هذا البرنامج لن يكون لها أي قيمة من دون استثمارها من خلال برنامج أخر سيعلن عليه في القريب العاجل، قبل أن تتناول الكلمة الأخت رقية أشمال رئيسة المنظمة التي أكدت على أن هذا البرنامج يعتبر دليلا من فتيات حزب الاستقلال على أنهن سائرات في مسارهن النضالي من أجل تكوين الفتاة المغربية تكوينا سليما. بعد هذين العرضين الأولين تناول الكلمة الأخ عبد القادر الكيحل الذي عبر عن افتخار واعتزاز قيادة الحزب بالفتاة الاستقلالية وبالدينامية والحركية المتميزة التي تعرفها المنظمة، كما أعطيت الكلمة للأخت مونية غلام التي أشادت بعمل المنظمة وبفكرة البرنامج وبالدور الريادي الذي تلعبه فتيات الانبعاث من أجل بعث جيل جديد من المناضلات القادرات على مواجهة التحديات المستقبلية فيما ركز الأخ عمر عباسي الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلال خلال كلمته على أهمية الكفاح من أجل دمقرطة الدولة والمجتمع في تحقيق كل مطالب الفتاة والمرأة المغربيتين. وقد تم تكريم كل من الأمين العام الأستاذ حميد شباط والأخ عبد القادر الكيحل والأخت مونية غلام من طرف المنظمة تقديرا واعترافا من مناضلاتها بالدعم المتواصل لقيادة الحزب لكل برامج المنظمة وبالعناية الكبيرة التي حضي بها هذا البرنامج من طرفهم. وقد أشرفت على هذه المسابقة لجنة تحكيم متخصصة ضمت وجوها كبيرة من مجالات مختلفة ومتنوعة يتعلق الأمر بكل من الأستاذتين والأساتذة؛ فدوى الريح: مديرة مركز التوثيق والشباب وخديجة الزومي: مستشارة برلمانية وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب وعبد الرحيم العطري: أستاذ جامعي وخالد الطرابلسي: رئيس رابطة المحامين الاستقلاليين وسعيد الوزان: رئيس رابطة الصحافيين الاستقلاليين. وتناول الكلمة كل أعضاء لجنة التحكيم بعد انتهاء المسابقة حيث أشاد الجميع بالمستوى العالي والمتميز لكل المشاركات وبالدور الكبير الذي لعبه البرنامج خلال الاقصائيات الجهوية في تكوينهن في مجال الترافع وفي تحسيسهن بأهمية متابعة كل المستجدات الوطنية والدولية، وهو الأمر الذي أكده التجاوب والحماس الكبير الذي تابع به الجمهور مداخلات المشاركات. وبعد احتساب مجموع نقط أعضاء لجنة التحكيم بالنسبة لكل المشاركات والتعرف على تصويت الجمهور أعلنت مديرة البرنامج عن إسم الفائزة بالموسم الأول من برنامج قضيتي وهي ممثلة مدينة زاكورة سمية العلوي فيما احتلت الرتبة الثانية والثالثة والرابعة على التوالي كل من وردية الفاغور وإيمان الجاشي وصفية جكجة. وفي ختام هذه المسابقة تم توزيع الجوائز والشواهد والدروع على المشاركات وكذا شواهد التقدير والامتنان على أعضاء لجنة التحكيم وعلى منشط المسابقة.