لا تزال هوليود تتربع على عرش السينما العالمية ، هي التي تضع نصب عينها على جيب الجمهور أولا ، واللعب على ما يدور في خلده لجره إلى القاعات السينمائية جرا ، بل تسارع إلى الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين ليس في أمريكا وحدها ، بل العالم أجمع . منذ أن خرج فيلم " تيتانيك" و " آفتار " الذان أخرجهما جيمس كاميرون و الذين حققا مبيعات خيالية ، أطلقت هذه السنة فيلمين متزامنين تقريبا هما فيلما " السلسلة السابعة لحرب النجوم : صحوة القوة " " لمخرجه أبرامز و " باتمان ضد سوبرمان" لمخرجه زاك سنيدر ، اللذين تعتمدان فيهما على القوة المدمرة و البطل الخارق الذي سينقد العالم من الشرور . تجاوز " سلسلة حربة النجوم : صحوة القوة " الذي تجاوز الميليار دولار في إحدى عشر يوما فقط ، أما فيلم "باتمان ضد سوبرمان" حقق أرقاما قياسية عند بداية عرضه حيث وصل إلى 170.1 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع المتصلة بعيد الفصح وذلك على الرغم من سخرية النقاد منه. و بلغت كلفة فيلم " باتمان ضد سوبرمان" أكثر من 250 مليون دولار، يضاف إليها 150 مليوناً صرفت على الإعلانات و الإشهار ، التي انتشرت في كل مكان ، انطلاقا اللوحات الإشهارية الهائلة ، مرورا بالشعارات المنتشرة على القمصان إلى الحقائب إلى القبعات، وحتى الأحذية . ويرتقب أن يحصد الفيلم قرابة المليون دولار على شباك التذاكر كي يعوض المبالغ التي صرفت عليه ، إذ إنّه سيطرح في أكثر من 4000 صالة دفعةً واحدة هذا طبعاً في أميركا وحدها، بينما سيكون معروضاً على أكثر من 30 ألف صالة عالمياً. و يتوقع أن يحوز الفيلم أكثر من 200 مليون دولار محلياً وقرابة 350 مليوناً خارجياً ؛ فضلاً عن أنه يتوقع أن يحصد أكثر من خمسين مليوناً في الصين وحدها. يهتم المخرج زاك سنايدر كثيراً بالتقنية المبدعة والغرائبية في أفلامه ، هو صاحب فيلم "300" العجائبي والذي صور بأكمله داخل الاستديو،. في فيلمه الجديد هذا يقدم فيلما مختلفا لكنه يصب في قالبه الفني المبهر مبرزا فيه بشكل قوي الدمار الهائل والقسوة والعنف الا حدود لهما ، بفضل المصاريف التي قدمت لإنتاج الفيلم والاعتماد على خبراء وتقنيين من العيار الثقيل ، ومختصين لتقديم مشاهد الاقتتال بين البطلين الخارقين ( باتمان وسوبرمان ) ، بعضها صوّر بكاميرا " إيماكس" الشهيرة، وبعضها بواسطة أكثر من خمسين كاميرا نصبت في أماكن عدة لتصوير لقطة واحدة. على العموم يبدو الفيلم ناجحا بكل المقاييس ، لأن المخرج عرف كيف يغزو قلوب المشاهدين الذين يحتاجون إلى بطل خارق يخلصهم من واقعهم ، ومن الشر الذي بدأ يحدق بهم من كل جانب .. إنها هوليود ببساطة .