في خطوة ربما لتليين المواقف، وبعد استحالة استصدار قرار من مجلس الأمن يدعمه خرج بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أول أمس الاثنين على لسان المتحدث باسمه «ستيفان دوجاريك» بتصريح أقل ما يقال عنه أنه محتشم لحفظ ماء الوجه في التوتر الذي تسبب فيه مع المغرب. وفي هذاالإطار صرح الناطق باسمه أن الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» آسف لسوء الفهم الذي وقع له مع المغرب والتداعيات التي سببها ذلك. وكان بان كي مون قد استعمل في ندوته الصحفية بالجزائر كلمة احتلال في حق المغرب واعتبر ناطقه الرسمي أن الأمين العام للأمم المتحدة «لم يرد أبدا الإساءة إلى المغرب، وأن استعمال لفظ «الاحتلال» استعمل مرة واحدة بشكل عفوي وغير مقصود». وذلك ما كان السيد «ستيفان دوجاريك» قد أكده في الرابع عشر من شهر مارس الذي نودعه خلال اللقاء الصحفي الذي أعقب مقابلة الأمين العام للأمم المتحدة مع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار حيث اعتبر تصريحات «بان كي مون» انفعالا شخصيا تجاه الأوضاع الانسانية المؤلمة التي يعيشها المحتجزون في تندوف. ويرى الملاحظون أن هذا الأسف لايرقى لمرتبة الاعتذار وأن رأيه لم يتغير بخصوص النزاع حول الصحراء، مؤكدا أن الأمين العام لم يكن أبدا مناصرا لهذا الجانب أو ذاك أو طرفا فيه. وأضاف الناطق الرسمي باسم بان كي مون أن هذا الأخير وكذا مبعوثه الخاص كريستوفر روس وممثله الخاص الكندي «كيم بولدوك» على استعداد لبذل جهودهم من أجل تسهيل التعاون مع المغرب كما طالب ذلك مجلس الأمن ويتمنون استئناف المفاوضات بين المغرب والبوليساريو. وكان ملاحظون سياسيون قد أكدوا أن موقف بان كي مون الأخير جاء بعد فشله في استصدار قرار من مجلس الأمن يدعمه. وكان بان كي مون قد اجتمع الأسبوع الماضي مع الأعضاء الخمسة عشرة لمدة ثلاث ساعات في جلسة مغلقة إلا أنه لم يستطع جر الأعضاء إلى جانبه الذين اكتفوا بالتعبير عن أملهم في عودة أعضاء بعثة المينورسو لعملهم. وأضاف الملاحظون أن أزمة اللاجئين وحملته الارهاب التي تتعرض لها عدد من الدول الاوروبية وكفاءة الأمن المغربي في محاربة ظاهرة الارهاب جعلت منه حليفا قويا خاصة بالنسبة لاسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي قطعت الطريق عن بان كي مون في أزمته مع المغرب. وكان المغرب وعقب تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة التي اعتبرها غير محايدة قد قرر تخفيض عدد أفراد المينورسو حيث رحل 73 عضوا كما قرر ايقاف مساعدته التي تتمثل في الغذاء والمأوى، وبحث إمكانية سحب قواته العاملة ضمن قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في مناطق من العالم خاصة في إفريقيا. ويتساءل الملاحظون هل يكفي أسف بان كي مون لطي صفحة الخلاف مع المغرب؟