ما قام به الأمين العام للأمم المتحدة من حركات وما قاله من كلام خلال الزيارة الأخيرة له لتندوف، لا يختلف إثنان حول فقدان الرجل لصوابه ولقيمة منصبه كأمين عام المفروض فيه الحياد المطلق في قضية وحدتنا الترابية التي لارجعة فيها، والتي حسم فيها المغرب بمقترح الحكم الذاتي الذي لقي تأييدا من المجتمع الدولي كحل عقلاني للنزاع القائم والمدسوس من الجزائر وصنيعتها البوليزاريو، الذي يحلم ومعه الجزائر بدولة الوهم. إن ما أقدم عليه بان كي مون لا أتصور أبدا أن يقوم به موظف بسيط بهيئة الأممالمتحدة ملتزم بقراراتها وسعيها لفض النزاعات لا إشعال فتيلها. فبالأحرى هو كأمين عام يعرف ويدرك كل كبيرة وصغيرة عن الملفات المطروحة على الهيئة وحساسية كل ملف على حدة، بمعنى أن خروجه عن الصواب وانحيازه لطرف دون الآخر يعني أن جبة الأمين العام التي يرتديها أكبر منه، ويبقى تصرفه غير مسؤول وهو يعلن في كلامه أن المغرب محتل ثم انحناءه أمام علم دولة الوهم، ثم رفعه شعار النصر. ونحمد الله أن هذا البان كي مون على وشك الرحيل من منظمة أساء لها قبل إنتهاء ولايته بما اقترفه من خطإ في حق المغرب، ويجب أن يعود إلى رشده ويقر بخطئه بالاعتذار لملك وشعب المغرب عما قاله وفعله، ويعترف أن ما قر به في تندوف لا يليق بأمين عام لهيئة الأممالمتحدة التي لن تقبل مكوناتها على جميع المستويات تصرفات وتهور بان كي مون المثيرة للدهشة إن لم نقل الشك في دواعيها. إن المغرب بملكه المصلح وأحزابه ونقاباته ومجتمعه المدني وكل شرائحه أقوى من خصوم وحدته الترابية، والذين انضاف إليهم هذا البان كي مون مؤخرا ويكفي لهذا الأخير ومعه الجزائر والبوليزاريو الدرس الذي لقنه لهم المغاربة، بمسيرتي الإحتاج والغضب (الرباط والعيون)، كرد بليغ على ما قام به وقاله بان كي مون، ليدركوا أن الشعب المغربي موَحَّد من طنجة حتى الكويرة، وملتف حول ملكه ومتشبث بوحدته الترابية التي لا نقاش فيها، وأن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها رغم كيد الكائدين وتشويش المشوشين من قبيل بان كي مون الغشاش المشكوك في أمانته..!