ردا على الإنزلاقات اللفظية والتجاوزات غير المسؤولة التي قام بها السيد بان كي مون الأمين العام لمنظمة الاممالمتحدة اثر استقباله لحشود مرتزقة البوليساريو فوق تراب مغربي المخصص لسير وجولان عناصر المينورسو بالمنطقة المنزوعة السلاح، تنشر العلم رسالة للمغفور له الراحل الملك الحسن الثاني التي بعثها بثلاثة أيام قبل توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار سنة 1991،الى الأمين العام للأمم المتحدة انذاك بيريز يندد فيها بتواجد عصابة مسلحة لميلشيات البوليزاريو بمنطقة تفاريرتي المتواجدة فوق التراب المغربي حسب الحدود المغربية المتعارف عليها دوليا، ويطلب من الاممالمتحدة للتدخل لوقف هذه التجاوزات لإنجاح مسلسل وقف اطلاق النار الذي وافق عليه المغرب، وهو الأمر الذي وجدنا بان كي مون يخترقه دون مبرر. فالرجل لم يكتف بتنزيل قاموس موظفيه الأمميين الملغوم لضرب مصالح وسيادة المغرب بالمنطقة المتنازع عليها، بل طبقه على ارض الواقع حين وافق على ان يتم استقباله من طرف زعيم طرح الانفصال عبد العزيز وحاشيته وسط انزال من المحسوبين على النظام الجزائري فوق التراب المغربي بمنطقة بير لحلو المتواجدة بالمنطقة المنزوعة السلاح والتي خصصها المغرب بعد قرار وقف اطلاق النار لسنة 1991 لعناصر القبعات الزرق التابعين للمينورسو، من اجل السهر على انجاح عملية وقف اطلاق النار بين المغرب والعصابات المسلحة للبوليساريو، وسمح لقيادة البوليساريو برفع "خرقة" الجمهورية الوهمية فوق الاراضي المغربية بل إن الرجل انحنى لتحية راية لدولة وهمية غير معترف بها حسب المواثيق الدولية وحسب قرارات الاممالمتحدة نفسها ولا تزال الجزائر تكافح بكل ما أوتيت من براميل للنفط والغاز لتضمن مقعد مراقب دائم بالأممالمتحدة ولم تفلح لأن هذه الدولة السراب لا وجود لها إلا في عقول المغرر بهم وأعداء المغرب و بعض دول الاتحاد الافريقي التي اتخذها صكا تقدمه للجزائر لكي تسدد به ديونها لدى البنك الدولي. توظيف السيد بان كي مون لنفس القاموس اللفظي المنافي للحياد وللدور الرئيسي الذي تلعبه الاممالمتحدة في حل نزاع الصحراء بالجنوب المغربي، هو ضرب بمصداقية هذه المؤسسة الأممية، وتحريض على تأجيج النزاع بالمنطقة وتمديده لأمد أطول سيكون المتضرر الوحيد فيه هم الصحراويون المحتجزون بمخيمات تندوف، وتشويش واضح للمخطط التنموي للأقاليم الجنوبية التي قادها المغرب منذ استرجاع اراضيه سنة 1975، وعرفت أوجها خلال العهد الجديد، بل رسالة مشفرة يستخلص منها أن إنزال الجهوية الموسعة مؤخرا احبط واربك الاجندة العسكرية للنظام الجزائري ودميتها البوليساريو و حلفاء الكواليس الدوليين بمن فيهم بان كي مون كما اثبتت تجربته على رأس منظمة الأممالمتحدة. وسبق لجريدة "العلم"، قبل أربعة أشهر، أن نشرت بشكل حصري مجموعة من الوثائق الادارية عن البعثة الاممية للمينورسو المتواجدة في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية المغربية إلى مقر الأممالمتحدة بنيويورك، والتي فضحت من خلالها الإنزلاقات اللفظية الخطيرة التي يستعملها المسؤولون الساميون للبعثة التي تشرف عليها المبعوثة الاممية بالمغرب السيدة بول دوك، مكرسين عبر هذه المراسلات الادارية مفهوم لفظ الاحتلال على ممارسة المغرب لسيادته الشرعية على جزء لا يتجزأ من وحدته الترابية.