يبدو أن حنين العودة الى سنوات الجمر والرصاص ما زال يعشعش في مخيلة وذهن بعض أولياء الأمور الذين ما فتؤو يتحينون الفرص للنيل من بعض أصحاب المبادئ وحرية الرأي لمصادرة حقهم في التعبير بكل طلاقة عن القضايا أو الأحداث التي تشهدها البلاد بين الفينة والأخرى . ولعل ما وقع للأستاذ عبد الله البقالي مدير نشر جريدة العلم ورئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ،واستدعائه من طرف وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط للمثول أمام هيئة المحكمة على خلفية الشكاية التي كان وزير الداخلية قد رفعها ضده بسبب مقال نشره في جريدة العلم حول الفساد المالي الذي ساد خلال انتخابات مجلس المستشارين الأخيرة في هذا الوقت بالذات والبلاد على أبوا دخولها في معركة الانتخابات التشريعية 2016 لدليل قاطع على أن الشعارات التي رفعتها هذه الحكومة في بداية مشوارها التدبيري لشؤون مؤسسات الدولة والرامية الى تخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد والمفسدين ومبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة الذي جاء به الدستور الجديد الذي خرج المغاربة مرفوعي الرأس للتصويت عليه ،ما هي إلا شعارات فارغة لا تمت للواقع المعاش بأية صلة بل تضرب في الصميم كل ما راكمته البلاد من تقدم وتوسيع كبير في مجال الحرية وتكريس الديمقراطية وحقوق الانسان . وإن ما وقع لبعض الصحافيين وفي مقدمتهم الأخ الأستاذ عبد الله البقالي يشكل نقطة سوداء في عهد هذه الحكومة التي أرادت على ما يبدو أن يكون مسك ختامها تكميم فم صحفي كل ذنبه أنه قام بالتعبير عن رأيه في حادث معين شهدته البلاد. وهنا لا يمكن للمرء إلا أن يتساءل عن السر الكامن وراء تحريك هذه الشكاية واختيار هذا الوقت بالذات ومن له المصلحة في إثارة هذا الموضوع خصوصا والأحزاب السياسية تستعد لخوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة وتتطلع الى أن تكون نزيهة وشفافة ؟ فاذا كان ذوي النيات (...) هدفهم التشويش على قادة وأطر ومناضلي حزب الاستقلال على اعتبار أن المتهم عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال فهيهات هيهات فالحزب الذي خرج من رحم الشعب المغربي وأسسه رواد الحركة الوطنية والعلماء والفقهاء والمجاهدين الكبار الذين قاوموا الاستعمار ودافعوا من أجل أن يكون المغرب مستقل لن تنطلي عليهم هذه الحيل والمطبات التي لا تخدم الديمقراطية والتنمية في شيء بل ستزيد من عزيمة وقوة المناضلين الشرفاء الأحرار في حزب الاستقلال ،لأننا بصدق نومن بأن البلاد تتطور بأحزاب سياسية قوية وبصحافيين أقوياء وكل القوى الحية تعلم أن الأستاذ عبد الله البقالي من بين شرفاء مهنة المتاعب الذين يكتبون بموضوعية ومهنية عالية بعيدا عن مساحيق التجميل التي يختص البعض في وضعها على وجوه المفسدين ،فالمطلوب منا الآن إنقاد الصحافة والصحافيين من ظاهرة التشرميل التي تطال أصحاب هذه المهنة الشريفة وذلك دفاعا عن القيم والمبادئ وعن صحافة الحق والحقيقة ومن هذا المنبر نعلن تضامننا المطلق واللامشروط مع زميلنا الأخ عبد الله البقالي ونقول له نحن معك في السراء والضراء وكن كما عهدناك سيفا صحفيا مسلطا على رقبة الفاسدين انطلاقا من المواثيق والعهود الدولية لمهنة الصحافة التي تحت على الممارسة الشريفة للمهنة ،وكن مطمئنا دائما لأننا وببساطة كلنا عبد الله البقالي .