تمكنت البرلمانية الهولندية ذات الأصول المغربية خديجة عريب مساء أول أمس الاربعاء من الظفر باستحقاق بمنصب رئيسة للبرلمان الهولندي بعد تمكنها من حسم الجولة الرابعة من الاقتراع لصالحها في مواجهة ثلاثين منافسين من أرمق السياسيين الهولنديين . هاجرت خديجة عريب (المولودة في أكتوبر 1960) ,و التي تحولت أبتداء من أول أمس الشخصية الثالثة في السلم البروتوكولي لمملكة هولندا , إلى هولندا عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها حيث درست علم الاجتماع في أمستردام، وكانت من مؤسسات اتحاد النساء المغربيات في هولندا، وتنقلت بين مناصب مختلفة قبل أن تصبح برلمانية في العام 1998. و كادت البرلمانية الهولندية المتمرسة أن تحقق قبل ثلاث سنوات مفاجأة مذهلة كانت ستجعلها أول مسلمة تترأس برلمان بلد أوروبي، إلا أن أصوات حزب الحرية اليميني وقفت حينها سدا منيعا أمام طموحاتها, إذ بعد تأهلها إلى الجولة الأخيرة من الاقتراع رجحت كفة منافستها فان ميلتونبورغ من الحزب الليبرالي الفائز في الانتخابات و هي نفس الشخصية السياسية الهولندية التي تنافست مجددا الى آخر رمق مع خديجة على منصب رئاسة البرلمان للولاية التشريعية الجديدة . و تعتبر السيدة عريب من أقدم البرلمانيات بهولندا بأكثر من 17 سنة وقد نجحت في الوصول إلى قبة البرلمان أربع مرات على التوالي في صفوف حزب العمل الهولندي. وتتمتع باحترام واسع في الأوساط السياسية الهولندية بسبب الدور الذي لعبته في الحياة البرلمانية ومؤسستها التشريعية حيث عرفت بأنها كانت تعامل جميع الزملاء على قدم المساواة بمن فيهم نواب حزب الحرية اليميني المتشدد الذي يعادي المهاجرين والمسلمين و زعيمه خيرت فيلدز الذي عارض في أكثر من فرصة وصول خديجة غريب الى البرلمان الهولندي لكونها تحمل الجنسية المغربية وعلى علاقة بالحكومة المغربية . و تعتبر عريب نموذجا للمهاجرين المغاربة الذين حققوا نجاحا ملحوظا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في كل من بلجيكاوهولندا. فقد نجح ما لا يقل عن خمسة نواب من أصل مغربي في الوصول الى قبة البرلمان البلجيكي في الانتخابات التي أجريت خلال العقدين الأخيرين ، كما تمكن ستة مرشحين آخرين من أصول مغربية من الفوز بمقاعد في مجلس الشيوخ البلجيكي. وحقق نواب هولنديون من أصول مغربية بدورهم إختراقا مهما في الانتخابات البرلمانية الهولندية إذ تمكن خمسة من أصل 11 مرشحا من الفوز بمقاعد في البرلمان الهولندي. وتعتبر خديجة أول نائبة هولندية من أصول مهاجرة، وكانت في بدايات تجربتها السياسية عضوا عاديا في صفوف الحزب الذي اجتذبها سياسيا لتعاطفه مع قضايا الدول النامية والفئات المهمشة في المجتمع الهولندي، على أن نشاطها في ميادين الصحة والهجرة والمرأة، كان دافعا لها للترشح بإسم حزب العمل لانتخابات 1998، وما تزال خديجة تمارس مهامها تحت قبة البرلمان الهولندي لحد الآن بفضل تجديد الثقة فيها من قبل ناخبي دائرتها. و بععد توالي صعود الهولنديين من أصول مهاجرة إلى البرلمان وتوليهم مناصب في الحكومة، تعالت أصوات من أحزاب اليمين المتطرف تشكك في ولائهم لهولندا وتخيرهم بين الجنسية الهولندية وجنسية البلد الأم. و سبق لرئيسة البرلمان الجديدة أن قالت في تصريح صحافي «عندما صعدت إلى البرلمان أول موضوع طرح هو أنني أحمل جواز سفر مغربي وهولندي، وطلب مني الاختيار». وهي تعتبر أن هذا المشكل لم يطرح عليها فقط بل أيضا على بعض البرلمانيين الذين لم يواصلوا مهامهم بسبب هذا النوع من المشاكل، كأحمد بوطالب عمدة روتردام السابق والذي كان أول مغربي يتولى منصب وزيرفي الحكومة الهولندية - وزير دولة في الشؤون الاجتماعية سنة 2007. وتعتبر خديجة أن فشل البرلمانيين من أصول مهاجرة أمرعادي فسائر الهولنديين يفشلون أيضا، لكن عندما «تكون من تتفوق مغربية تحاسب أكثر من الباقين وتكون الأنظار موجهة إليها أكثر، لذا يجب أن تكون أقوى أداء من مواطنيها الهولنديين لتضمن لها موقعا في الرقعة السياسية المكتظة ».