لست أدري هل أسميها هدية تقدمها حكومة الأستاذ بنكيران للمواطنين المغاربة بمناسبة حلول السنة الجديدة 2016، أم هي صفعة موجهة بل ضربة أخرى لقدرة المواطنين الشرائية المنهوكة أصلاً والتي تلقت الضربة تلو الأخرى في عهد هذه الحكومة منذ تكوينها حتى الآن، والأمر هنا يتعلق ببشرى رفع الدعم عن المادة الحيوية في الحياة المعيشية للمغاربة وهي السكر التي على جيوب المواطنين بداية من الآن ونحن في غمار تطبيق القانون المالي لهذه السنة، أداء الفرق بين الثمن المعتاد للسكر وبين الثمن الجديد الذي سيعرفه بحكم رفع الدعم عنه، بمعنى أن مصروفاً إضافياً سوف ينضاف للفاتورة اليومية لقاصد السوق كي يتبضع هذه المادة الحيوية، سواء بالنسبة للاستهلاك اليومي العادي بالبيوت أو المقاولات المختلفة من مطاعم ومقاهي وفنادق ومخابز؛ ناهيك عن المصانع المختصة في صناعة الحلويات ومشتقاتها، مما سيمكن الحكومة بفعل اختيارها هذا من كسب مئات الملايين من الدراهم إن لم نقل الملايير، يمكن اعتبارها ضريبة مباشرة فرضت على المواطنين دون استشارة معهم ولا تقدير لظروف عيشهم، أمام الارتفاع الذي تعرفه الأسعار في كل المجالات التي لها ارتباط بحاجيات المواطن؟ من ماء وكهرباء وأدوية ورسوم ضريبية مختلفة ونقل ومحروقات، قياساً بما هي عليه أثمان البترول التي تعرف هبوطا لم يسبق له مثيل منذ سنوات خلت. فكل هذا لم تُعره الحكومة أي اهتمام رأفة بمعاناة الطبقتين المتوسطة والفقيرة، بل أخلصت لنهجها كاختيار أقرب لها ألا وهو جيوب المواطنين لأداء إفلاس المؤسسات العمومية وكذلك تحمل فارق رفع الدعم عن هذه المادة أو تلك، علما أن المادة الباقية التي لم يرفع عنها الدعم حتى الآن، هي غاز البوتان والتي على مايبدو لن يهدأ للسيد بنكيران وحكومته بال، حتى يرفع عنها هي الأخرى الدعم، وهو الآن يجتهد ليل نهار لإيجاد صيغة لرفع هذا الدعم قبل انتهاء ولاية حكومته هذه السنة. والغريب أو المضحك هو أن رئيس الحكومة يقول إن رفع الدعم وتحمل المواطن الزيادة يفيد هذا الأخير، فأية فائدة في هذه الحالة؟! سؤال لايمكن أن يجيب عنه غير رئيس الحكومة من منظوره الخاص. إنه ضحك على الذقون من حكومة انتهجت جميع الأساليب لإنهاك قفة المواطن، مدعية أنها تقوم في جل المجالات بإنجازات هامة. وقد أوصلت هذه الزيادات أغلبية المواطنين من المغلوب على أمرهم درجة الإفلاس المعيشي الذي ماعاد يتعدى سد الرمق بالضروريات بعيدا عن الكماليات. على أي، مع بداية هذه السنة سوف نتذوق سكر 2016 بحلاوة جديدة قوامها الزيادة في سعره، فأي طعم لهذه الحلاوة من حكومة أذاقت المرارة عباد الله المغاربة على مختلف الواجهات، وخاصة منها الجانب الإجتماعي الذي عرف في عهدها تراجعاِ مهولا بشهادة الجميع..!