توالي مسلسل النتائج السلبية أظهرت للعيان التسيير العشوائي الذي أصبح عنوانا لفريق الكوكب المراكشي منذ تولي الرئيس محسن مربوح الذي أصبح يتخبط مع فتح باب النار على مكتبه من طرف محيط الفريق . فالكل اليوم أصبح واثقا على أن استقالة فؤاد الورزازي لم تكن عفوية بل كانت مقصودة لترك قنبلة موقوتة لمن سيأتي من بعده لأنه كان يعلم مسبقا الخلافات داخل المكتب المسير .... من جانب آخر فقد حضر فصيل «كريزي بويز» بأعداد كبيرة واكتسح مدرجات ملعب الحارثي التاريخي دعما لعائلة الفقيد محمد الشناف الذي لقي مصرعه في حادث أليم قبيل مقابلة حسنية أكادير والكوكب المراكشي الأخيرة كما تم تسليم هبة مالية بقيمة 10000 درهم لعائلة الفقيد في رفع ستار مقابلة الكوكب المراكشي و اتحاد طنجة، هذا الأخير الذي كبد الفريق المراكشي هزيمة قاسية رمت به إلى الصفوف الأخيرة في مباراة جمعت كل مقومات مقابلة ممتازة في كرة القدم رغم بعض الهفوات التنظيمية. الشوط الأول من نزال الشمال والجنوب عرف اختلافا في أسلوب الفريقين، النهج التكتيكي الهجومي للزوار كان عنوانا بارزا لجل فترات الجولة الأولى في حين اختلط النهج التكتيكي الهجومي بالدفاعي عند الكوكب المراكشي . و رغم هذا وذاك فقد كان بإمكان كل فريق هز شباك الآخر بمحاولات فردية لهذا اللاعب أو ذاك مع امتياز بسيط للزوار. أما الشوط الثاني فقد عرف تقريبا نفس سيناريو الشوط الأول مع تكافؤ في اللعب . الدقيقة 61 كانت بمثابة الفيصل في هذه المقابلة على إثر ارتباك في خط دفاع الكوكب المراكشي حيث استطاع اللاعب عبد العالي العبوبي من الانفراد و مراوغة الحارس محمد أوزوكا و سجل هدف الفوز. هدف هللت له الجماهير الطنجاوية والتي نزلت بمدرجات ملعب الحارثي بأنواع مختلفة من التشجيع كذلك سجلت بعض الإغماءات وسطها، في حين فتح هذا الهدف باب جهنم على كل مكونات الفريق المراكشي، هدف كذلك بعثر أوراق المدرب هشام الدميعي الذي بدا تائها خلال ما تبقى من دقائق المقابلة حيث حاول إنقاذ الموقف ولو متأخرا بإدخاله لكل من صلاح الدين عقال وبلال بيات، لكن دون جدوى فيما ظل الزوار محتفظين بالركائز الأساسية للفريق ونظموا حملات مضادة وسريعة على مرمى الكوكب. غير أن الوقت لم يكن رحيما بالكوكب ليعلن الحكم كريم صبري عن نهاية المقابلة بانتصار مستحق لاتحاد طنجة الذي ارتقى في الصفوف الأولى فيما اندحر المحليون للصفوف الأخيرة . هزيمة وضعت علامة استفهام كبيرة عن هذا التحول المفاجئ للكوكب المراكشي. ومباشرة بعد نهاية المقابلة اختفى اللاعبون والمدرب هشام الدميعي عن الأنظار بسرعة كبيرة، وغادروا الملعب وسط سخط الجماهير التي قاربت 12 ألف متفرج، فيما طالب آخرون بإقالة هشام الدميعي من تدريب الفريق بعد أن ظل على رأس الإدارة التقنية لما يزيد عن 4 سنوات بعد أن اعتبروه قد وصل إلى الباب المسدود ولم يعد لديه ما يقدمه لفريقهم. هذا الوضع سيزيد من تعقيد مهام الرئيس « محسن مربوح» الذي وجد نفسه أمام جبال من المشاكل، أولها قانونية مكتبه وثانيها النتائج السلبية التي حصدها « هشام الدميعي» وثالثها سخط الجماهير على هذا الوضع الشاذ في فريقهم بعد تراجع مسيرين كانوا بمثابة الإطفائيين في مثل هذه الظروف، حيث بات رئيس الفريق في وضع لا يحسد عليه، بالرغم من المشروع الذي سبق وأن تقدم به خلال الجمع العام الاستثنائي الثاني الذي عقد في أكتوبر الماضي أمام منخرطي الفرع والذي يبدو أنه لن يكون ناجعا في هذه الظرفية التي تدق ناقوس الخطر بمنظومة الفريق المراكشي مع العلم أن مرحلة الإياب ستكون صعبة للغاية.