علمنا من بعض المصادر المطلعة، أن السلطات الأمنية المغربية، قررت توقيف عمليات تفكيك مخيمات المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في المنطقة المحاذية لسبتةالمحتلة، وكذلك حملات المطاردة والترحيل التي كانت تشنها عليهم بالغابات والأحراش والكهوف المحيطة بالثغر السليب، وخاصة بمنطقة بليونش، حيث كانوا يتخذونها مأوى وقاعدة خلفية لهم، في انتظار اقتحام جماعي للسياج الحدودي أو لمعبر باب سبتة، أو العبور إلى الضفة الأخرى من خلال البحر الأبيض المتوسط. وأضافت المصادر ذاتها، أن القرار المفاجئ الذي اتخذته السلطات الإقليمية، والقاضي بوقف عمليات تفكيك المخيمات ومطاردة المهاجرين الأفارقة، وترحيلهم إلى الجنوب المغربي، جاء -حسب أوساط حقوقية شمالية- بعدما تسبب رجال من القوات المساعدة الأسبوع الماضي في وفاة اثنين من المهاجرين الأفارقة يحملان الجنسية الكاميرونية، بإحدى المغارات الواقعة بضواحي مدينة الفنيدق ( منطقة خندق قاسم). وهو الحادث الذي خلف ردود فعل قوية لدى فعاليات حقوقية شمالية، التي طالبت السلطات القضائية بفتح تحقيق عاجل لمعرفة المتسبب في هذه الوفاة ومتابعته. ونفت السلطات المغربية وقوع ضحايا خلال عمليات المطاردة التي قامت بها مؤخرا، مؤكدة بأنها تمت في ظروف عادية، ولم تقع حوادث تذكر، نافية بذلك ما أوردته جمعية إسبانية تعنى بحقوق المهاجرين تحمل اسم كاميناندو فرونتيراس والتي أشارت إلى أن مهاجرين على الأقل، لقيا حتفهما في عمليات المطاردة التي قامت بها القوات الأمنية المغربية، مستندة على شهادات بعض المهاجرين الموقوفين بسبتةالمحتلة، الذين غالبا ما يختلقون مثل هذه التصريحات لكسب التعاطف والتضامن الإسباني والدولي معهم. يذكر أن السلطات الأمنية المغربية شنت منذ أوائل شهر أكتوبر الماضي عمليات مطاردة واسعة للمهاجرين الأفارقة بالغابات المجاورة لمدينة سبتةالمحتلة، أوقفت خلالها نحو 500 مهاجر سري، كما قامت بترحيل المئات منهم. فيما ذكر مصدر آخر، أن أعدادا مماثلة جرى توقيفها في الغابات التابعة ترابيا لنفوذ عمالة الفحص أنجرة. كما قامت السلطات الأمنية بوضع نقاط مراقبة ثابتة على طول الخط الممتد من مدينة الفنيدق إلى عاصمة البوغاز طنجة. ولوحظ خلال نهاية الأسبوع الماضي عودة المئات من المهاجرين الأفارقة إلى الانتشار على طول الطريق الرئيسية الرابطة بين أقاليم المضيقالفنيدق والفحص أنجرة وطنجة، لاستئناف عملية التسول وطلب المساعدة من مستعملي هذه الطريق، لتلبية حاجياتهم من مأكل وملبس. وبالمقابل لوحظ غياب تام لدوريات القوات المساعدة.