دون غيرهم من المضربين سواء في قطاع الصحة أو التعليم أو قطاعات أخرى، لم تكن مطالبهم مادية محضة ، بل كان الإلحاح أكثر على تكوين حقيقي منتج وتدريبات مكثفة وبرنامج دراسي يليق بمستقبل المهنة التي اختاروها لمستقبلهم المهدد بالبطالة والتهميش، وللاحتجاج على الوضع المزري الذي يعيشه المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي اختار طلبته وسيلة قريبة من تكوينهم للاحتجاج أمام وزارة الثقافة بالرباط وذلك عبر قراءة الكتب والموسيقى ، وهو ما وصفه احد العابرين بالإضراب الجميل ، وقبل تنظيم الوقفة الاحتجاجية صبيحة الخميس أمام مقر وزارة الثقافة جلس الطلبة أرضا، ليشرعوا في قراءة رمزية لكتب أرادوا من خلالها تبليغ وزارة الثقافة أنهم في حاجة إلى تكوين حقيقي داخل معهد لم يعد حسب تصريحات بعضهم يليق بحمل اسمه نظرا لضعف التكوين والفوضى التي تعمه ، وانعدام جدية المسؤولين على الإدارة وكذلك غياب الأساتذة المتكرر، إضافة إلى إقصاء وتهميش الطلبة وعدم تمكينهم من امتياز الولوج للمسرح الوطني محمد الخامس لحضور العروض الفنية، محملين وزارة الثقافة وإدارة المعهد مسؤولية تجويد التكوين وإلزام الأساتذة بتعويض الحصص التي تغيبوا فيها ، لان الواقع الحالي للمعهد حسب قولهم لا يعبر إلا على شيء واحد هو تحقير المسرح وتحقير الجيل الجديد الذي سيتحمل بدوره مسؤولية حمل رسالة نبيلة في بلادنا ، ومنذ انطلاق الموسم الدراسي2015/2016 بادر الطلبة الى رفع ملفهم المطلبي لوزارة الثقافة ، منادين بتمكين جميع طلبة المعهد بدون استثناء من حقهم في المنحة ، و تجهيز قاعات المعهد بالوسائل اللوجستيكية الضرورية في التكوين و الحق في السكن لكافة طلبة المعهد باعتبارهم ينحدرون من مناطق بعيدة عن ذويهم.وفتح مقصف المعهد بأثمان مناسبة وضمان تكوين جيد، و توفير اطر كفأة ومتخصصة في مجال الفن المسرحي والتنشيط الثقافي و السينوغرافيا و الحق في التطبيب لجميع طلبة المعهد. وعبر الموسيقى واللافتات أكد الطلبة المضربون للأسبوع الثاني على التوالي، أنهم سيستمرون في احتجاجهم وإضرابهم المفتوح حتى لو تطلب الأمر مقاطعة الدروس لأكثر من سنة، وذلك ردا على "الحكرة" التي يحسون بها ، مطالبين الوزير بالرد على الرسالة التي وجهوها له والتدخل الفوري من اجل وضع حد للفوضى التي يتخبط فيها المعهد العالي للمسرح .. وبأسلوبهم الاحتجاجي الفني ، تمكن الطلبة من تبليغ رسالتهم الاحتجاجية بشكل عميق ومؤثر، رغم الاتهامات الثقيلة التي صرخوا بها، كالتماطل والسرقة و"الحكرة" لأجل دفع المسؤول عن حقيبة الثقافة في الرباط للتحرك ..وهو ما استجابت له الوزارة حيث أكد مصدر من الطلبة ل"العلم" ان الكاتب العام للوزارة طالب الطلبة المحتجين باختيار ستة منهم للتحاور في شان ملفهم المطلبي.