أتذكر قبل أكثر من سنة ونصف العتاب الأخوي الذي عبر عنه الزميل توفيق بوعشرين عقب انتخابي بالإجماع رئيسا للنقابة الوطنية للصحافة المغربية في مؤتمر طنجة، وعبر الصديق عن موقف صريح فيما يتعلق بانتخاب الرئيس بالإجماع. وقال إن الإنتخاب بطريقة الإجماع لا يليق بالنخبة بل كانت الديمقراطية تفرض تعدد الترشيحات وانتخاب الرئيس بالتصويت. واعتبرت آنذاك أن رأي الزميل محترم ولا داعي لمناقشة المعطيات التي أقنعت الزملاء الصحافيين والذين وصل عددهم إلى 132 صحافي وصحافية ينتمون إلى مختلف وسائل الإعلام السمعية والمرئية والمكتوبة والإلكترونية بانتخاب هذا العبد الضعيف على رأس نقابة مهنية ذات وزن كبير. ولم يحل أي عائق أمام أي زميل أو زميلة دون تقديم ترشيح لشغل منصب رئاسة النقابة في ظروف دقيقة. ولكن سادت قناعة لدى جميع الزملاء انتهت بانتخابي رئيسا للنقابة بالإجماع، لذلك لم أر فائدة في مجادلة الزميل بوعشرين في قضية عبر في شأنها عن رأيه ويجب أن أحترم هذا الرأي وإن لم يكن صائبا. وسبب عودتي إلى هذه القضية اليوم تبرره الإنتخابات التي جرت يوم الجمعة الماضي والتي انتهت بتجديد الثقة في الزميل والصديق نور الدين مفتاح رئيسا للفدرالية المغربية لناشري الصحف بالإجماع وكان الزميل توفيق بوعشرين الذي انتخب عضوا في قيادة هذا التنظيم المهني الوازن أيضا من بين الذين انتخبوا الزميل مفتاح بالإجماع ولولاية ثالثة. من حقي الآن على زميلي بوعشرين أن أسائله عن سبب هذا الإنتخاب بالإجماع وعما إذا كان الرأي يختلف ما بين النقابة والمهنيين وأن لكل تنظيم خصوصية معينة؟ الإنسجام في المواقف كان يحتم على زميلي بوعشرين أن يعارض هذا الإنتخاب وألا يشارك فيه.