بعد أكثر من 12 عامًا على غزو العراق، يعتذر توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، عن الغزو الأمريكي للعراق، واعتبر أنه يتحمل جزء من المسؤولية عن خلق وسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي. وجاء هذا الاعتراف خلال لقاء تليفزيوني يذاع اليوم، على قناة "CNN" الأمريكية، بعنوان "هل كانت حرب العراق خطأ؟"، والذي يتحدث فيه عن الدمار الذي لحق بالعراق، واعترف انه وجورج بوش، الرئيس الامريكي السابق، تسببا فيه بهدف التخلص من صدام حسين. وكرر بلير اعتذاره طوال الحلقة عن ذلك التصرف، وقال إن الغزو والحرب يعتبرا جريمة، مطالبًا بذلك وقف الحروب في العالم، وفقًا ل "ديلي ميل" البريطانية. وأضاف "اعتذر عن المعلومات الاستخباراتيه الخاطئة التي كنا نتلقاها، واعتذر أيضا عن بعض الاخطاء الاخرى في التخطيط، وبالتأكيد عن خطأنا في إدراك ما الذي يمكن أن يحدث اذا تمت الإطاحة بنظام صدام؟". وأكد ان حرب العراق كانت السبب الرئيسي في وجود تنظيم داعش اليوم، وأن الاطاحة بصدام حسين في عام 2003، كانت السبب الرئيسي للوضع في 2015. وكشف ديفيد بلانكيت، وزير الداخلية البريطانية السابق، في حوار مسبق لجريدة ديلي ميل البريطانية، أنه سبق وحذر بلير قبل حرب العراق بالتصدي للفوضى التي ستحدث بعد سقوط نظام صدام، والتي حدثت بالفعل واستمر اثرها حتى الآن. واضاف بلانكيت أن بلير فشل في طمأنته على الوضع بعد سقوط صدام، وذلك بسبب ايمانه الأعمى بالصقرين الامريكيين آن ذاك، ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع السابق. وكان بلير يدلي بتصريحات عديدة من بدء الغزو على العراق حتى عام 2013، يصر فيها أنه لا يمكن أن يعتذر عما حدث في العراق، لأنه كان صواب جدًا ويصب في مصلحة بلاده ، وأنه سيظل مؤمن أن قرار الاطاحة بصدام (الذي يعتبره مجرد مسخ) كان قرارًا صحيحًا.