تخلصت اسبانيا من سوء الحظ الذي يلازمها في ضربات الترجيح لتتغلب على ايطاليا وتصل الى الدور قبل النهائي لبطولة أوروبا لكرة القدم بعد مباراة دفاعية غابت عنها الإثارة التي شهدتها باقي مباريات البطولة. وكان الحارس ايكر كاسياس هو نجم اسبانيا بلا منازع بعدما تصدي لضربتي ترجيح من دانييلي دي روسي وانطونيو دي ناتالي ليفوز فريقه 4-2 بضربات الترجيح بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف. وكانت اسبانيا التي ستواجه روسيا في قبل النهائي بالعاصمة النمساوية فيينا يوم الخميس المقبل تخشى حدوث الأسوأ بعدما وصل اللقاء لضربات الترجيح والتي خسر الفريق عن طريقها في ثلاث مناسبات من قبل يوم 22 يونيو. وكانت المرة الأولى التي خسرت فيها اسبانيا في ذلك اليوم أمام بلجيكا في كأس العالم عام 1986 ثم أمام انجلترا في بطولة أوروبا عام 1996 والثالثة أمام كوريا الجنوبية في كأس العالم عام 2002 وجميع هذه المباريات كانت في دور الثمانية. ولم تتغلب اسبانيا بطلة أوروبا عام 1964 على ايطاليا من قبل في خمس مباريات جمعت بينهما في بطولة اوروبا أو كأس العالم منذ عام 1934. كما ان فوز اسبانيا صعد بها لأول مرة الى قبل نهائي إحدى البطولات الكبرى منذ عام 1984 عندما خسر الفريق المباراة النهائية لبطولة أوروبا عام 1984 امام فرنسا. وهذه ثالث مباراة في دور الربع ببطولة أوروبا تمتد لوقت إضافي والثانية التي تنتهي بضربات الترجيح. وستقام أولى مباراتي الدور قبل النهائي للبطولة بين المانيا وتركيا غدا الأربعاء في مدينة بال السويسرية على ان يتأهل الفائز من هذا اللقاء لمواجهة روسيا او اسبانيا في النهائي الذي سيقام في فيينا يوم 29 يونيو الجاري. وكانت اسبانيا سحقت روسيا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في أول مباراة للفريقين في دور المجموعات لكن الفريق الروسي بقيادة المدرب الهولندي جوس هيدينك سيمثل تهديدا كبيرا لمنافسه في مباراة الخميس المقبل بعدما استعاد ثقته عقب ثلاثة انتصارات متتالية منذ ذلك الحين. وتلقت تركيا التي تمكنت من تحويل تأخرها الى فوز في آخر ثلاث مباريات المزيد من الأخبار السيئة بعد خروج مهاجمها نهاد قهوجي من قائمة الفريق بسبب اصابة في الفخذ. وسيغيب أربعة لاعبين عن تركيا في قبل النهائي بسبب الإيقاف كما ان الإصابات قلصت قدرة فاتح تريم مدرب الفريق على اختيار تشكيلة مناسبة لمباراة ألمانيا. ويملك تريم 13 لاعبا لائقا فقط وربما يضطر لوضع تولجا زينجن الحارس الثالث للفريق ضمن قائمة البدلاء وإشراكه كلاعب اذا أجبرته الظروف على ذلك. واجتذبت مباراة ايطاليا واسبانيا التي اقيمت في فيينا الآلاف من جماهير البحر المتوسط لكن اللقاء افتقر للاثارة في ظل لجوء ايطاليا للدفاع وفشل اسبانيا في اختراق هذا الدفاع رغم انها كانت الاكثر في محاولات الهجوم. ونجحت اسبانيا أخيرا في الفوز رغم ان البديل دانييل جويزا أهدر ضربة الترجيح الرابعة لكن فرانسيسك فابريجاس نفذ ضربة الترجيح الخامسة والحاسمة بنجاح ليقود فريقه للفوز 4-2. وقال فابريجاس "انه أهم هدف في حياتي بالتأكيد. اعتقد اننا لعبنا بشكل جيد. عدالة كرة القدم منحتنا الفوز." ولم يكن روبرتو دونادوني مدرب ايطاليا حزينا للغاية بعد اللقاء وقال "اعتقد ان اللاعبين يجب ان يغادروا ارض الملعب برؤوس مرفوعة. لقد بذلوا قصارى جهدهم. يجب ان نتقبل الأمر ببساطة. سنبدأ غدا عهدا جديدا." وأصبح المنتخب الاسباني الفريق الوحيد في قبل النهائي الذي تصدر مجموعته في الدور الأول بعد سلسلة المفاجآت التي شهدتها البطولة بهزيمة البرتغال 3-2 امام المانيا وفوز تركيا على كرواتيا بركلات الترجيح إضافة الى تغلب روسيا على هولندا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد بعد وقت إضافي.