سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بينما يؤكد بلاغ رسمي وفاة ثلاثة وجرح ستة من الحجاج المغاربة بمشعر منى: عشرات العائلات المغربية تتساءل عن مصير حجاجها والحكومة تلتزم الصمت.. *الحصيلة مرشحة للارتفاع نتيجة التقدم البطيء لعملية التحقق من هوية مئات الضحايا
قطع الديوان الملكي مساء أول أمس السبت الشك باليقين في شأن الجدل المتصاعد حول ضحايا مغاربة بحادث تدافع مشعر منى بالديار المقدسة، معلنا وفاة ثلاثة حجاج مغاربة وإصابة ستة آخرين بجروج في حادث التدافع المفجع الذي وقع أول أيام عيد الأضحى المبارك. ذات البلاغ الصادر بعد تضارب المعلومات و الاشاعات التهويلية حول مصير عشرات الضحايا المحتملين وسط الحجاج المغاربة ، أكد تواصل عملية البحث عن مفقودين آخرين، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس يتابع عن كثب كل الإجراءات المتعلقة بعملية البحث عن مفقودين من بين الحجاج المغاربة. في حين لازالت الحكومة غائبة نهائيا عن الحادث. ولازالت عشرات العائلات المغربية تتساءل عن مصير حجاجها بعد فقد الاتصال بهم منذ يوم الاربعاء الماضي. وكانت العديد من المواقع المحلية قد تحدثت في وقت سابق عن عشرات القتلى المغاربة في حادث التدافع قبل أن تدخل وكالة الأنباء الفرنسية بدورها على خط المزايدات مقدرة عددهم ب 87 قتيلا ، نقلا عن مصادر إعلامية. وفي آخر حصيلة للحادث الأسوإ من نوعه منذ ربع قرن قال وزير الصحة السعودي زوال أول أمس السبت أن عدد الوفيات في حادثة تدافع منى ارتفع إلى 769 ضحية والمصابين بلغ عددهم 934 حالة على أن مصادر متعددة أكدت أن العدد مرشح للارتفاع كثيرا خلال الأيام القليلة المقبلة ، بالنظر الى أن عملية التحقق من جثث الضحايا ما تزال متواصلة و هذا ما يرجح فرضية إرتفاع قائمة الضحايا بالبعثة المغربية سيما و أن السلطات المغربية وحدها تظل عاجزة عن إحصاء ضحاياها و تنتظر لهذه الغاية ما تجود به الخارجية السعودية من أرقام و معطيات مفصلة ، مع التقدم البطيء لعملية و إجراءات التحقق الفعلي من هوية الضحايا و التي تتم عبر تقنية أخذ البصمات و مقارنتها مع قاعدة البيانات التي توفرها جوازات السفر البيومترية المقدمة بمراكز العبور نحو المملكة . ومن المثير أنه في الوقت الذي كانت فيه المخاوف قبل بداية موسم الحج الجاري مركزة على تهديدات وبائية محتملة و على رأسها فيروس كورونا شديد العدوى ، شكلت الحوادث المأساوية أبرز التحديات التي واجهتها السلطات السعودية المشرفة على تنظيم و تدبير المشاعر المقدسة. فمع بداية موسم الحج سقط 111 من ضيوف الرحمان قتلى على إثر سقوط رافعة بالحرم المكي ، ولم تستجمع الرياض أنفاسها من صدمة الحادث الفجائي ، حتى تكرر السيناريو القاتل الأكثر فاجعية و كارثية في مسيرة الحج منذ الستينات من القرن الماضي و المرتبط بالضغط البشري و التدافع المتكرر على موقع منى أين تؤدى شعيرة الرجم و هو ما خلف منذ بداية التسعينيات ما لا يقل عن 2400 قتيل. وكان تقرير بثه تليفزيون الإخبارية السعودي الرسمي ، قد أشار أن الحادث وقع بعد تزاحم وقع في الشارع رقم 204 عند تقاطع مع الشارع 223 المؤديين الى مشعر منى ، مضيفا أن تحقيقا حول الحادث لم يعلن بعد عن نتائجه قد تم فتحه خاصة بعد تداول تقارير صحفية يحمل بعضها فوجا من الحجاج الايرانيين مسؤولية الحادث في حين يلقي البعض الأخر باللائمة على السلطات التي قصرت في تنظيم أفواج الحجيج الى المنطقة ، رغم الاستثمارات الضخمة التي رصدتها السعودية لمد طرقات و أنفاق تيسر حركة الحجاج حول المشعر .