عرفت منطقة الجرف شأنها في ذلك شأن المناطق المغربية حركة غير اعتيادية بعد نهاية استحقاقات 04 شتنبر 2015 ونهاية العطلة الصيفية وبداية عودة التلاميذ إلى المدارس وكذا الأطر العاملة بها، ويتزامن كل ذلك مع حلول عيد الأضحى المبارك. وكما هو معلوم فان اقتصاد المنطقة يقوم بشكل أساسي على الفلاحة، هذه الأخيرة تعاني من ندرة المياه وقلة التساقطات مما يجعل جزء من ساكنتها يغادرون في اتجاه العديد من المدن المغربية بحثا عن لقمة العيش، فلا غرابة إذا أن تجدهم يشتغلون في قطاعات مختلفة خاصة قطاع البناء. ولعل ما يؤكد حقيقة الأعداد الغفيرة المنتشرة عبر أرجاء الوطن هو رجوعهم في فترة عيد الأضحى إلى البلدة نظرا لمكانة هذه المناسبة في نفوس المغاربة عموما والمواطن الجرفي على وجه الخصوص حيث لا يأخذ هذا العيد معناه إلا بالحضور مع أفراد الأسرة لذلك تجدهم يعانون أحيانا على مستوى وسائل النقل حيث الاكتظاظ الكبير في محطات المسافرين على الرغم من وجود حافلة وحيدة تنطلق من الجرف في اتجاه مدن مغربية مختلفة، وما تقدمه بعض الطاكسيات من الحجم الكبير من خدمات. إن معاناة الإنسان الجرفي تزداد حدة مع شهر رمضان الابرك والعطلة الصيفية والدخول المدرسي إلى جانب ذلك غلاء الاكباش حيث تراوح ثمن الكبش الواحد 2500 درهم مما زاد من محنة المواطن الجرفي. وبالمثل فإن الجالية الجرفية المقيمة بالخارج تبذل قصارى جهدها لتجسد هي الأخرى حضورها مع أسرها لإحياء مناسبة العيد متحدية بذلك تعب الطريق ومخاطرها. وإن الأعياد الدينية عموما تأخذ طابعا مقدسا في المتخيل الشعبي الجرفي كما تعتبرها الأداة الأساس للتماسك الأسري.