ينصب اهتمام المواطنين خلال هذه الأيام بكيفية كبيرة على أضحية العيد ، و الحديث عن أضحية العيد يتصدر العديد من المنتديات . و ازداد الحديث كذلك عن أماكن و نقط بيع الأضاحي وعن أثمنتها التي ترتفع و تنخفض من سوق إلى سوق آخر ، و في رصد " العلم " لبعض أسواق جهة بني ملالخنيفرة و الحديث مع بعض الكسابة و مهني هذا القطاع غير المهيكل لتحديد معالم عيد الأضحى لهذه السنة . و أكدت مصادر مهنية أن أثمنة أضحية العيد من صنف الغنمي تتراوح بمختلف نقط البيع بين 50 و60 درهم للكيلوغرام وبحسب السلالة والسن وحالة السمنة . وعزا بعض الكسابة ارتفاع أثمنة هذه السنة إلى غلاء الأعلاف المركبة ، وبحسب تجار من منطقة بني عمير فإن الأثمنة تبقى مرشحة للارتفاع بحسب تقلبات البيع و الشراء المرتبطة بعملية العرض والطلب . وقد قدرت المصالح المختصة بالجهة أن عدد رؤوس الأغنام المخصصة لعيد الأضحى يفوق العدد المسجل خلال السنة الماضية وأن هذه الأعداد كافية لتلبية حاجيات الساكنة . وتشهد الأسواق الأسبوعية بأقاليم الجهة كسوق أكلموس مثلا الذي يعد من أكبر الأسواق في المنطقة ومولاي بوعزة بإقليم خنيفرة و حد البرادية و سوق السبت و أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح وقصبة تادلة و أولاد يعيش و زاوية الشيخ بإقليم بني ملال ووادي زم و اولاد فنان و أبي الجعد بإقليم خريبكة و وغيرها من الأسواق التي تضج خلال هذه الأيام بالكسابة الدين يأتون إليها منذ الصباح من أجل بيع قطعانهم الوفيرة بهاإلا أن الكثير منهم ممن لم يحالفهم الحظ في بيع منتجاتهم،،و يضطرون لنقلها إلى أسواق أسبوعية أخرى في المنطقة وفي الأسبوع الموالي لنفس السوق. ،و أن العرض من رؤوس الأغنام يفوق الطلب بكثير، وأن من شأن هذا العامل أن يؤثر على أسعار الأضاحي عند اقتراب العيد. و أن غلاء أسعار المواد العلفية بالإضافة إلى التكلفة التي يتحملها مربو الماشية من أجل سلامة صحة القطيع وجودتها، يجعل هؤلاء يفضلون بيعها في مناسبة عيد الأضحى، وذلك للتخلص من الأعباء المالية التي تثقل كواهلهم من أجل عملية التسمين. وأوضح احد الكسابة في هذا السياق، أن ثمن القنطار من النخالة أصبح يناهز أكثر من 300 درهم بينما فاق سعر القنطار من الدرة 290 درهما والفول 450 درهما والشعير 250 درهما أما سعر العلف المركب (السيكاليم) فقد وصل ثمنه إلى ما تجاوز 290 درهما للقنطار، هذا مع العلم يضيف المتحدث أن عملية التسمين تتطلب ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر ونصف يخضع فيها الخروف الواحد لنظام غذائي مكون من وجبتين من خليط الأعلاف المذكورة، تعطاه في فترتين متفرقتين صباحا ومساء وكشف متحدث أخر أن الفلاحين ومربي الماشية في المنطقة متدمرون من الأوضاع التي يعيشونها والتي وصفها بالقاسية جدا،وتتمثل هذه الأوضاع حسب نفس المتحدث ، في طبيعة المنطقة الجبلية التي تقيد صعوباتها المتجلية في الطرق الوعرة، وصعوبة التنقل بالنسبة للكثير من أبناء المنطقة حيث ينعدم الماء الكهرباء ومن جهة أخرى في الإتلاف الذي يتعرض له الغطاء النباتي المخصص للرعي بفعل الثلوج الكثيرة التي تعرفها المنطقة في فصل الشتاء والتي ترغم الساكنة على الاحتماء بمنازلها . وما زاد الطين بلة يضيف المتحدث منع المصالح المختصة السكان لحفر آبار على عمق يفوق 50 متر لتلبية حاجياتهم في سقي الأراضي وإرواء الماشية إضافة إلى صعوبة الاستفادة من مؤسسات المكلفة بالقروض لتمويل عمليات الحرث هذه السنة مما أفضى بهؤلاء إلى حرث أراضيهم من دون أسمدة. وقد عبر لنا العديد من الوافدين بين أسواق الجهة بأنهم يفضلون شراء أضحية العيد من الإسطبلات و الأسواق الاسبوعية على اعتبار أنها تعرف بالجودة و بالوفرة والتنوع . وأكدت مصادرنا أن القطيع المعروض في الأسواق لم تسجل فيه خلال عمليات المراقبة أي مرض أو داء ممكن أن يسجل خطرا على صحة المواطنين . وتتدفق على أسواق الجهة أغنام من جهات أخرى ، و يأمل المواطنون من ذوي الدخل المحدود أن يساهم ذلك في خفض الأسعار ، كما يترقب المهنيون أن تعرف أسواق الغنم بالجهة بمناسبة العديد تكرار غياب ضوابط مدققة لحركة أسواق الغنم التي تتحكم بنفسها في الأثمان.