معروف أن الفأر يخاف من القط، والقط يخاف من الكلب، والكلب يخاف من الرجل، والرجل يخاف من المرأة، والمرأة تخاف من الفأر! إنشغال العالم بهذه اللعبة الممسرحة أمريكيا وإسرائيليا وخليجيا وعربيا ومغاربيا سبب في إنخفاض أسعار النفط في العالم وصار كبار قادة العالم ورجال الإحتكارات العملاقة وأصحاب المصالح وما يطلق عليهم "القطط السمان" يتنقلون في بلداننا المنكوبة، ليس من أجل إستتباب الأمن حتى يعم السلام في العالم، بل لتغذية القطط السمان التي إنتجوها على حساب حياة الناس في أدنى حالات الكرامة الإنسانية في الحلم الصغير ودفتر المدرسة وتضميد الجرح في المشافي. ويغذون الإرهاب ممثلا بالفئران المنتشرة تحت سدود هذه الأمة مهددين بقرض جدران سدودها وإعراقها عندما تحين الضرورة! هذه القطط السمان مدعومة بفأر يهدد بقرض جدران السدود حتى تنهار، فتجرف السيول تلك البلدان وتصبح الحكومات ممثلة بقططها السمان والآتية من حثالات المجتمع عاجزة عن معالجة الأوضاع وتنتشر الأوبئة في المدن والمجتمعات، كل أشكال الأمراض ومنها الأمراض الإجتماعية وتسبب في هجرة السكان داخل وخارج البلاد، مثل ما حصل في التاريخ حين قرض فأر في اليمن سد مأرب فذبل الإنسان والمجتمع وخبا ألقه وهجر موقعه ووطنه وهاجر الناس من مدن اليمن وخارجها وصاروا يموتون بصمت أمام نظر الله والملائكة أجمعين! من مهام القطط السمان تذويب الصراع أو تأجيله أو تخفيف حدته، فترمي للناس من فتات الطعام بقايا عظام المائدة حتى لا تعض أو في الأقل حتى لا تنبح! إن تربية القطط السمان في بعض بلدان الشرق الأوسط هو مخبر أمريكي بإمتياز يتمثل في نفخ شخصيات من حثالات المجتمع وإنتاج مؤسسات إعلام مدعومة مهمتها إعلاء شأن هذه الشخصيات وإضفاء الشرعية على حكمها. لعب الإعلام دوراً خطيرا في بناء تلك الشخصيات بل أن بعضهم أنشأوا مؤسساتهم الإعلامية. ومعروف أن للإعلام تأثير على المتلقي سيما عندما تغيب الدولة وتسود الفوضى حياة المجتمع ويغيب شكل الدولة. حينها يصبح الإعلام هو الدولة وهو حكومة الظل وهو المعول الذي يهدم المجتمع بدلا من أن يشكل روح الأسمنت والآجر والتراب والألوان لبناء البيوت وتعبيد الشوارع وزراعة المساحات الواسعة في الوطن بألوان الزهور .. والورد جميل! لعبة السياسة الحاضرة والإرهاب وخلط الأوراق تتمثل في العلاقة (الدائرية) بين الفأر والمحيطين به. وفق هذا القانون الحياتي يعيش العالم اليوم. فداعش تخاف من تركيا، وتركيا تخاف من إسرائيل، وإسرائيل تخاف من إيران، وإيران تخاف من أمريكا، وأمريكا تخاف من داعش! سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا [email protected]