تفتح منطقة برشيد في سياق الاستحقاق الانتخابي للجهات والجماعات باعتزاز صفحات من النضال الاستقلالي الذي ارسى دعامات مشهودة على مستوى تدبير الشان المحلي، ولا ادل على ذلك ان الساكنة تستحضر اسما نهل وهو في ريعان الشباب من مدرسة حزب الاستقلال حيث ظل يخالط رجالا من طينة محمد اليزيدي وابو الشتاء الجامعي واحمد بن ابراهيم، فغرس قيم التآخي والتعاضد الاجتماعي في فترات النوايا المبيتة لتمزيق الوطن وتفريق ابنائه، مثلما اشاع ثوابت العمل الميداني وتدبير الشان المحلي السليم خاصة في جماعة سيدي المكي دوار الميمنات بني منيار. لقد كان المرحوم الحطاب خرباش مؤطرا وناقلا لأسس المدرسة الاستقلالية التي وضعت نصب عينها توحيد الصفوف من اجل مغرب متجدد، فكان حريص التلاقي مع ابناء جماعته وبيده جريدة العلم الغراء التي لم تكن تفارقه، فيحدثهم عن كل ما يستجد من اخبار الحزب والزعيم علال الفاسي وتوجيهات القيادة الحزبية وفي طليعتها تهييء جيل متنور ومتبصر قادر على حمل المشعل في سنوات ما بعد الاستقلال، والتي رسم فيها المغرب معالم البناء والوحدة والعمل السياسي النزيه، وتشاء الاقدار ان يعمل على تاسيس مكتب نقابي تابع للنقابة الحرة التي اضحت فيما بعد الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وظل التاطير الاستقلالي حاضرا من خلال المجاهد المرحوم الحطاب خرباش، بحيث كان ابناء المنطقة متجاوبين مع مبادئ الحزب وقيمه، فيها ترعرعوا ومنها نهلوا، فكان منهم المهندس والاستاذ الجامعي والاطار العالي، كما كان من اشد المدافعين على تعليم الفتاة القروية معطيا النموذج بابنته التي ولجت المدرسة رغم بعد مسافتها عن محل السكن، وهو الملف الذي لا يزال الى الان تتداوله مختلف الاوساط من وزارة وبرلمان وجمعيات... جدير بالذكر ان الحطاب خرباش تقلد مسؤولية التاطير والتوعية والعمل الميداني الذي يبلوَر اليوم الى خدمات القرب الى جانب الحاج اسماعيل ابو ايوب امين فرع حزب الاستقلال بجماعة السوالم وهو والد حسن ايوب وزير سابق وسفير سابق للمغرب بفرنسا. وامام روح العمل والحس النضالي الذي تشربه من الاسرة الاستقلالية فقد شارك في اول انتخابات جماعية عرفها المغرب، وحاز مقعد منتخب جماعي استقلالي بجماعة سيدي المكي، وكانت له مبادرات من اجل تنمية الجماعة والتي كانت تجابَه بالصد والعناد، وظل مثابرا على خدمة الشان المحلي الى غاية ماي 1988 حيث وافاه الاجل المحتوم. ولم تفارق القيم والثوابت الحزبية تلك المنطقة التي وجدت في شخص محمد خرباش المشتهر بخريبش خلفا لوالده الذي دأب على تلقين افراد اسرته وابناء منطقته معاني التربية السياسية والتعادلية في شقيها الاقتصادي والاجتماعي، مقابل ذلك آثرت ساكنة المنطقة ان تظل وفية للمنهج الاستقلالي والفكر العلالي وتبقى قلعة استقلالية فاعربت عن وفائها من خلال اختيار الابن محمد خرباش منتخبا ممثلا لهم والذي انبرى لاخراج مطالب الساكنة الى الواقع سواء تعلقت بالكهرباء او الطرق او مرافق التعليم. وبموجب هذه الثقة وهذا التلاقي في الارادات كان خربش كاتب المجلس لجماعة سيدي المكي بين 1992 و1997 والنائب الاول لرئيس الجماعة بين 1997 و 2003 ثم نائبا ثانيا بذات الجماعة من 2003 الى 2008، وبعد ملاءمة التقطيع الترابي وتوسيع المدار الحضري على حساب جزء من تراب جماعة سيدي المكي اصبح مقر العضو المنتخب تابعا ترابيا واداريا للملحقة الادارية الثانية للجماعة الحضرية لبرشيد.