دقت منظمة اليونيسيف ناقوس الخطر حول تراجع نسب الرضاعة الطبيعية في صفوف الأمهات، ووصفت وزارة الصحة المغربية تراجع الرضاعة الطبيعية ب"المقلقة"، حيث انخفضت من 51 في المائة سنة 1992 إلى 27.8 في المائة فقط سنة 2011، في حين أن 26.8 في المائة فقط من النساء ممن يمارسن الرضاعة الطبيعية في وقت مبكر خلال النصف ساعة الأولى من الولادة. ودعت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) المنتظم الدولي، بما في ذلك الفاعلين في المغرب، إلى دعم حق النساء في إرضاع أطفالهن بأماكن العمل، باعتباره ممارسة تحمي صحة الأطفال في كافة مراحل العمر، وذلك بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، الذي يحتفل به إلى جانب أكثر من 170 بلدا، في الفترة الممتدة ما بين فاتح غشت والسابع منه، الذي تم تخليده هذه السنة تحت شعار "دعم الرضاعة الطبيعية في أماكن العمل". ويُحتفل بهذا اليوم تشجيعا للأمهات على تبني الرضاعة الطبيعية لأبنائهن، وتحسين صحة الرضع في جميع أنحاء العالم وحمايتهم، بحيث يجمع الأطباء أن حليب الأم يمثل الغذاء الأمثل للرضع، كونه يحتوي على عناصر ضرورية لتغذية الطفل خلال عاميه الأول والثاني، متمثلة في أجسام مضادة تحمي الرضيع من التعرض للأمراض المعدية، مثل الإصابة بالنزلات المعوية، السمنة والسكري وأمراض القلب، كما أن الرضاعة الطبيعية تقلل من وفيات الرضع، وتقوي الجهاز المناعي، وتقي الأم من سرطان الثدي. وبهذا يؤكد الأطباء على أن حليب الأم يساعد على نمو الطفل، ونمو جسمه بصورة طبيعية، كونه معقم ونظيف واقتصادي، وذو درجة حرارة مناسبة للطفل. وكشفت اليونيسيف عن وجود 38 في المائة فقط من أطفال العالم ممن يتمتعون بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى، وظل هذا الرقم مستقرا منذ ما يقرب عقدين من الزمن، على الرغم من تزايد الاهتمام الدولي بهذه الممارسة الطبيعية والواقية. ومن المنتظر بالمغرب أن تنظم وزارة الصحة العديد من الأنشطة الجهوية الخاصة بالتوعية والتحسيس للتأكيد على أهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية على صحة الطفل والأم معا، وتجدر الإشارة أن هذه الحملة تندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية للتغذية للفترة ما بين 2011-2019، والتي أعدتها وزارة الصحة بالتعاون مع مختلف الشركاء العاملين في إطار الاستراتيجية الوطنية للتغذية.