عرف مسلسل الإستعدادات المتعلقة بالإستحقاقات الجماعية والجهوية بإقليم الحسيمة التي من المرتقب تنظيمها بداية شهر شتنبر المقبل تجاوزات واختلالات مست في العمق بالنزاهة والحياد المفروض الإلتزام به من طرف رجال السلطة, وهي وإن كانت حالات معزولة شملت على الأقل نفوذ دائرتين ترابيتين ويتعلق الامر بباشوية بني بوعياش والملحقة الإدارية بني حذيفة ,حيث أكدت مصادر موثوقة وبحجج دامغة لا مجال للتشكيك فيها حصول إختلالات في تسجيل الناخبين بالإدارتين معا , والتي تتحدث فيها عن سماح مسؤولي هاتين الإدارتين بالعبث والتلاعب في عملية تسجيل المواطنين باللوائح الإنتخابية العامة في أفق إجراء الإستحقاقات, وذلك بغية صنع خريطة إنتخابية على المقاس حيث يشكل هذا التلاعب فضيحة مدوية تستدعي محاسبة المتورطين فيها ضمانا لنزاهة العملية الإنتخابية وتحقيقا لمبدأ المساواة بين جميع ,المرشحين وهي عملية مخدومة ومخطط لها من طرف جهات تريد ان تصل إلى كراسي المسؤولية عبر التزوير وبتواطؤ مع بعض رجال السلطة ودائما وحسب ذات المصادر فإن مسلسل الإستعدادات عرف إنتهاكات مكشوفة ومتعمدة من طرف الباشا والقائد حيث تميزت تدخلاتهما بدعم المفسدين من ذوي السوابق في عملية الإفساد والمعروفين بشراء ذمم المواطنيين البسطاء والمحتاجين بل وحتى بعض رجال السلطة من منعدمي الضمير وتعتبر بلدية بني بوعياش مثالا حيا لهذه السلوكات التي تمس بسمعة الإدارة الترابية حيث يقوم بتدبير شؤونها مسؤول مزاجي الطبع يفتقد إلى الحس الإداري وإلى شرف الإنتماء إلى سلك رجال السلطة إضافة إلى تكوينه المتواضع في مجال تدبير الشأن الترابي وسوء تقديره لوقائع الامور بحكم عدم إستيعابه لأبجديات التدبير السليم لهذا المرفق الحساس. أما الملحقة الإدارية بني حذيفة فقد عرفت هي الأخرى تلاعبات في عملية التسجيل ونقل القيد بحكم تواطؤ المسؤول مع بعض المنتخبين لجماعة محاذية تربطه به قرابة عائلية والمعروفين بضلوعهم في الإتجار الدولي بالمخدرات والتحرش بموظفات قطاع الصحة والجماعات والذين لا يتوانون في ممارسة الفساد الإنتخابي حيث يعمدون وبمباركة المسؤول عن الملحقة بإغراق بعض الدوائر بأشخاص غير مقيمين لصنع قاعدة إنتخابية تدعم ترشحهم دون الإلتزام بالحضور إلى الإدارة لتسجيل انفسهم ضدا على القوانيين المؤطرة لعملية التسجيل. إن هذه التلاعبات تشكل خطرا على المسار الديمقراطي الذي إنخرط فيه المغرب انطلاقا من دستور2011 وخطاب جلالة الملك في 9 مارس الذي رسم من خلاله خارطة طريق لمسار مغرب ديمقراطي وحداثي يدخله إلى نادي الدول الديمقراطية الفتية, كما يشكل تراجعا عن خطابات التطمين التي تتبناها الحكومة الحالية لإستعادة ثقة المواطن في العملية الإنتخابية وبالتالي المشاركة المكثفة في الإستحقاقات والحد من العزوف. وعلى إثر هذا الفساد والتلاعبات ينتظر الرأي العام المحلي والمهتمين بالشان السياسي ببلدية بني بوعياش وملحقة بني حذيفة من الجهات الوصية على القطاع فتح تحقيق في هذه الإتهامات لتنقية الاجواء التي هي أصلا فاسدة.