"الساحرة المستديرة" .. كلمة السر في حياة اللاعبين، ففي الوقت الذي تعطي فيه أحدهم الشهرة والمجد، قد تكون سببًا رئيسيًا في إنهاء مسيرته الكروية أو ربما تصل به إلى العالم الآخر. مشهد عاد لذاكرة الملاعب المصرية بعد 9 أعوام من الحدث الأفجع في تاريخها بوفاة لاعب النادي الأهلي محمد عبد الوهاب في صباح 31 أغسطس 2006 على البساط الأخضر إثر أزمة قلبية حادة مفاجئة، وهو يؤدي التدريبات العادية باستاد التتش وهو بن ال 22 عاماً، ليسقط رودي نداي لاعب نادي ليوبار الكونغولي، بين الحياة والموت بملعب استاد بترو سبورت في مباراة فريقه مع نادي الزمالك ضمن الجولة الثالثة لمباريات دور الثمانية لبطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية، مساء السبت. وأفادت تقارير صحفية نقلت عن مصادر طبية، أن اللاعب "نداي" تعرض لإصابة بالغة في الرقبة أثرت على فقرتين من عموده الفقري، ما يعرض حياته للخطر الشديد، وربما الإصابة بشلل رباعي في حال نجاته من الموت، ليتحتم عليه ترك ملاعب كرة القدم بعدها. "اعتزال لاعب ليوبار الملاعب بسبب الإصابة" ربما نرى تلك العبارة عنوانًا لأحد الأخبار الرياضية في الصحف، لكنه لن يكون الاول كما يُتعقد ألا يكون الأخير، فكذلك ما تردد حول إصابة جلبيرتو لاعب الأهلي السابق بعد تعرضه لتدخل عنيف في مباراة فريقه بدوري ليبريا مما أدى إلي إصابته بفقدان للذاكرة. والإصابة تسببت في اعتزال الكثير من لاعبي الكرة وأشهرهم في مصر النجم محمود الخطيب، نجم هجوم المنتخب المصري و النادي الأهلي، حيث تعرض للإصابة خلال مباراة اعتزال مصطفى عبده، نجم الأهلي السابق، إلا أن علاجه بطريقة خاطئة، تسبب فى أن اتخذ قرارًا بالاعتزال عام 1987. أما إصابة الساق التي تعرض لها مختار مختار، وهو أحد أبرز المواهب التي أجبرت على الاعتزال مبكرا، حيث تعرض لإصابة خطيرة خلال مباراة المقاولون العرب في الدوري، حين أصيب بضمور الساق اليمنى، فشلت خلالها كل محاولات العلاج، ليعلن النجم اعتزاله البساط الأخضر، بعد تحقيق لقب الدوري 6 مرات وكأس مصر 6 مرات، وبطولة أبطال الكؤوس الإفريقية مرة واحدة. وقررت كرة القدم قطع علاقتها بالنجم عبد الستار صبري نجم مصر والمقاولون العرب، الذي لعب في النمسا ثم باوك اليوناني، وبنفيكا البرتغالي، عندما أصيب وهو بين صفوف نادي طلائع الجيش ليعتزل اللعب بسبب إصابته. وبعيداً عن الملاعب المصرية، تكررت إصابات اللاعب سيد عبد الحفيظ "فيجو الكرة المصرية"، نجم الأهلي السابق، خاصة بعد انتقاله للعب مع نادي الوحدة السعودي، الأمر الذي جعله يفقد مستواه تدريجيًا ليقرر اعتزال كرة القدم مبكراً. ويبدو أن الأهلي هو صاحب نصيب الأسد من تلك الإصابات التي أجبرت اللاعب عماد النحاس، نجم مصر والأهلي السابق على الاعتزال، تعرض لإصابة بقطع فى الرباط الصليبى، وفور عودته من الإصابة تعرض لإصابة مشابهة، لتنهي مسيرته بالملاعب بشكل نهائي. وبعد أن شارك في تشكيلة المنتخب الأولمبي الحائز على ذهبية دورة الألعاب الإفريقية، وشارك مع المنتخب الأول فى بطولة إفريقيا 1996، وينضم إلى فريق الأهلي ويتصدر هدافي الدوري العام، يتعرض اللاعب علي ماهر لإصابة خطيرة جعلته يترك ساحة الملعب ويعتزل اللعب نهائياً. "هشام حنفي" صاحب أفضل لاعب في مصر أيضاً لم يسلم من "فيرس" الإصابات، وهو أحد لاعبي الأهلي الذين حافظوا على بقاء الدوري داخل القلعة الحمراء 7 مرات متتالية، قرر اعتزال كرة القدم بعد إصابته في مباراة الأهلي القناة. ومازالت الإصابات ترتدي فانلة الأهلي، لتنهي مسيرة "زيزو" الكروية وعمره 27 عاماً فقط، بعد حرمت النجم عبد العزيز عبد الشافي من اللعب دوليا مبكرا، حيث لعب نحو 11 عامًا، لم يغادر خلالها جدران القلعة الحمراء، ليعتزل الكرة نهائياً عام 1978. وعلى الجانب الآخر من ميزان الكرة المصرية، انتهى مستقبل لاعب المنتخب الأولمبي والزمالك السابق معتمد جمال في الملاعب مبكراً، بسبب إصابة خطيرة تعرض لها وهو فى سن ال25 عامًا. وفي الجيل الصاعد تفعل كرة القدم ما يحلو لها أيضاً، فبعد أن احترف اللاعب أحمد فاروق، لاعب بلدية المحلة في التسعينات، بنادي باريس سان جيرمان، بعرض بلغ قيمته 2 مليون جنيه، وكان أصغر لاعب في الدورى المصري، وأصغر من انضم إلى المنتخب الأول وعمره 17 عاما، يضطر غلى اعتزال كرة القدم لإصابة خطيرة في سن ال19 عامًا. إلا أن إصابة اللاعب محمد عبد السلام لاعب نادي بتروجيت، تعد من أخطر الإصابات التي شهدتها الملاعب المصرية، حيث أصيب "عبد السلام" في مباراة فريقه أمام النادي المصري، ضمن مباريات الأسبوع 13 من الدوري المصري. لكن "لعنة كرة القدم" لم تقف عند حد الإصابة أو اعتزال الكرة التي يعشقها اللاعب لدرجة أن الحياة تدب في صدره لمجرد أن تطأ قدماه الملعب، لكنه معرض أيضاً لأن يخسر حياته. فلم يكن اللاعب الراحل محمد عبد الوهاب أول من وافاه الأجل بالملعب، فمدافع الترجي التونسي الهادي بن رخيصة (1995) توفى أيضاً في مباراة فريقه أمام ليون الفرنسي بعد أن ابتلع لسانه، ولم يتم إنقاذ اللاعب بعد أن أمر الحكم باستمرار اللعب إلى أن فات الأوان لإنقاذه. وسقط الكاميرونى مارك فيفيان فوي، لاعب مانشستر سيتى الإنجليزي، داخل أرضية الملعب خلال مباراة نصف نهائي بطولة كأس القارات التي جمعت بين منتخبى الكاميرون وكولومبيا عام 2001، ولم تفلح محاولات الأجهزة الطبية للمنتخبين في علاجه، ليتوفى وعمره 28 عامًا. وفي عام 2002، سقط البرازيلي كريستيان جونيور دا ليما قبل دقائق من نهاية مباراة مع فريقه ديمبو سبورتس البرازيلي دون حراك لتنتهي حياته لحظتها، وفي نفس العام أصيب البرتغالي هوجو كونيا بأزمة لم يستطع الاطباء إسعافه منها أدت إلى وفاته أنذاك. و في 2004 توفى اللاعب المجري ميكلوس فيهر بعد تعرضه لأزمة قلبية في الملعب أثناء لقاء لفريقه مع بنفيكا البرتغالي. وأنهت الأزمة القلبية أيضاً حياة البرازيلي سيرجينيو، في نفس العام، في لقاء لفريقه ساوكيتانو البرازيلي، لتصبح الأزمة القلبية المفاجئة أيقونة الموت للاعبين بعد رحيل الجزائري عبد الكريم قصباج في أحد لقاءات فريقه ترجي مستغانم الجزائري، ليعقبه وفاة مدافع الأهلي المصري محمد عبدالوهاب لنفس السبب، لتضم قائمة المتوفين بأزمة قلبية الإيطالى موروسينى لاعب فريق ليفورنو الإيطالي. وفارق المغربي يوسف بلخوجة لاعب الوداد البيضاوي الحياة عام 2001 في نصف نهائي بطولة كأس العرش أمام الغريم الرجاء البيضاوي بسبب مضاعفات أزمة قلبية حادة تعرض لها بالمباراة. وتوفي لاعب نادي أشبيلية أنتونيو بويرتا عام 2007 بعد سقط بشكل مفاجئ في مباراة فريقه التحضيرية للموسم الجديد، وتم نقله للمستشفى ولكنه فارق الحياة هناك. ولقي الإماراتي سالم سعد لاعب نادي النصر والشباب المصير ذاته في 2009 عندما سقط بشكل مفاجئ على الأرض ليقف مرة أخرى ويلقي نظرة أخيرة على زملائه والملعب لمدة دقيقة ويقع للمرة الأخيرة مفارقاً الحياة. أما الأرجنتيني إيمانويل أورتيجا، فأدت إصابته بكسر في جمجمة الرأس، نتيجة ارتطام رأسه في الحائط الذي يقع بجوار خط التماس، خلال اللقاء الذي خاضه فريقه سان مارتين دي بورزاكو في الدوري الأرجنتيني، إلى وفاته. وتوفي لاعب الاتحاد السعودي ياسر هوساوي ، في أرض الملعب في جدة، بعد إصابته بهبوط حاد في دورة الدموية. وفي 2012 سقط الإيطالي بيير ماريو موروسيني أرضًا في حالة غريبة بعدما حاول يائساً الوقوف على قدميه دون جدوى و ذلك في مباراة ناديه ليفورنو أمام بيسكارا العام 2012 و بعد مرور نصف ساعة ، و توفي بعدما نقل إلى أحد المستشفيات القريبة عن عمر 25 سنة. إلا أن أغرب حالات الوفاة داخل المستطيل الأخضر كانت للاسكتلندي جوك ستاين مدرب منتخب بلاده الذي سقط إثر أزمة قلبية في 1985 متأثرا بفرحة عارمة غمرته بعد تسجيل هدف التعادل في مرمى ويلز أهل اسكتلندا لنهائيات مونديال مكسيكو 1986، إلا أن غرابة الموقف لا تنفي حقيقة الموت ليقضي هؤلاء حياتهم مع كرة القدم في الملاعب لآخر لحظة فعلياً.