هل هو عداء مفتعل هذا الذي نعيشه؟ وهل العدوانية مصدرها الخوف أو إقصاء الآخر. هل تجب الحيطة والحذر من جميع من حولك. كيف ندرك طبيعة الناس؟ من منه الطيب ومن منه الخبيث هل هي صفات تولد مع الإنسان أم يكتسبها خلال نشأته، هل الظروف المحيطة بالناس تصنع منهم الأخيار والأشرار أم طموحات قد تصل الى حد الجشع. إن التكوين والتربية المستقيمة لا تتأثر بالمحيط ولا بالإغراءات الزائفة أو سريعة الزوال. ومهما يكن فمصداقية الإنسان تكمن في جديته وقناعته بالمبادئ الأسمى في الحياة. فقد إستطاعت مجتمعات أن تكسب حروبها ضد الفقر والتخلف بكفاءة رجالها ونسائها بصبرهم وإخلاصهم وثباتهم وكفاحهم المشترك لا بتهورهم وإفترائهم وعدائهم لبعضهم البعض. للأسف الكلمة التي نتباهى بها في مجتمعاتنا العربية ونرددها في كثير من المناسبات. هذه الكلمة تنال منا مالاتناله من الخصم. وقد عودنا الآخرون على سماعها بحماس وانفعال شديدين. ألم نفكر يوما في أسباب هذا العداء أم نفكر في إيجاد أرضية للتفاهم كيف نربى أجيالنا على العداوة وخلافاتنا اليوم ليست هي خلافات الأمس أو الغد لن تعيش الأجيال القادمة نفس الخلافات وربما سيكون ألذ الأعداء أوفى الأصدقاء. الملاحظ حتى في المباريات الرياضية يردد أنصار فريقين كلمة الخصم. ليس من الضروري أن يكون فريق خصم لفريق فالأنصار الذين تحكم فيهم العواطف لدرجة الإنفعال يعتبرون الفريق المنافس خصما أو عدوا، رغم أن الأمر لايعدو أن يكون تنافسا على لقب ما. وأن المباراة غايتها الترفيه لا إعلان الفتنة والحرب على الفريق المنافس وذلك بالهجوم على أنصاره بالهراوات ورشق سياراتهم وحافلاتهم بالحجارة وإحداث فوضى عارمة في ممتلكات الغير. ويجرني الحديث عن هذه الظاهرة الى الحديث عن التنافس بين الأحزاب الذي قد يصل الى حد العداء. وحتى التنافس على المناصب لا يخلو من مكائد ودسائس وإفتراءات. إن المناصب والمهام هي مسؤوليات متداولة بين الأطر والكفاءات. فالكل يؤدي دوره حسب ما تمليه عليه طبيعة العمل، والمناصب والمهام ليست في ملكية أحد وإنما هي متداولة بين أقدر الناس نضجا وإستعدادا للعطاء بكفاءة وحكمة وخلق طيب .